الزعيم صالح يبعث برسالة للرئيس بوتين (نص الرسالة)

بعث الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق- رئيس المؤتمر الشعبي العام، رسالة تهنئة لفخامة الرئيس فلادمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية- رئيس حزب روسيا الموحدة، بمناسبة احتفالات الشعب الروسي الصديق بالعيد الثاني والسبعين لعيد النصر العظيم..

فيما يلي تنشر وكالة "خبر" نصها:


صاحب الفخامـة الصديـق العزيز الرئيــس فلادميــر بوتيــن
رئيــــس روسيـــا الاتحاديــة
رئيس حزب روسيا الموحدة الموقّــر

 

يسرني وأنتم تحتفلون بالعيد الثاني والسبعين ليوم النصر العظيم الذي حققه الشعب الروسي الصديق وتوّج به الحرب الوطنية العظمى التي ستظل مجسّدة لعظمة التضحيات التي قدمها شعب روسيا الاتحادية وبقية شعوب جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، والملاحم البطولية النادرة التي سطّرها المقاتلون الروس وفي مقدمتهم أولئك المحاربون القدامى الذين ضربوا أروع الأمثلة في الاستبسال والتضحية من أجل عزّة الأوطان، والتي ستظل كل شعوب العالم المتطلعة إلى الحرية والسلام والتعايش تنهل منها وتتعلم من دروسها العظيمة.. ومن قيمها الخالدة، وتستوحي في مساراتها الوطنية بأن الشعب الروسي سيظل انموذجاً للشعوب الحيّة في التضحيات والبطولات وصدق الانتماء للوطن الذي سيبقى مشعلاً للحرية ومنبعاً لقيم السلام الذي تحميه القوة.

 

إننا -أيها الصديق العزيز- في المؤتمر الشعبي العام نشعر بالاعتزاز الكبير بالعلاقات الكفاحية الحميمة التي تربط بين حزبنا وبين حزب روسيا الموحدة على وجه الخصوص، وبين شعبنا اليمني والشعب الروسي الصديق عموماً.. وأن ما قدمته روسيا الاتحادية من أجل تحقيق السلام والأمن للبشرية هو محل فخر لكل محبي السلام في كافة أرجاء المعمورة، وسيظل شعبنا اليمني ومؤتمرنا الشعبي يعترف بالجميل لتلك المواقف الأممية المبدئية للشعب الروسي في مناصرة حركات التحرّر العالمية، وعلى وجه الخصوص الموقف المؤيد والمساعد والداعم للثورة اليمنية الخالدة (26سبتمبر و14أكتوبر) والتي نتعزز اليوم بالمواقف الحالية لروسيا بقيادتكم الحكيمة الحريصة على أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيها، والمؤيدة لحق شعبنا اليمني في أن يعيش في سلام على أرضه، وكف الأذى والظلم عنه، وحرصكم أيضاً على تحقيق السلام الشامل والكامل في اليمن، والدعوة إلى إيقاف العدوان الظالم الذي تشنه ما تسمّى بدول التحالف العربي بقيادة السعودية وبدعم ومشاركة فعلية ومباشرة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل، بدون أي وجه حق.. وبدون أي مسوّغ قانوني أو أخلاقي، إلى جانب فرض الحصار الشامل على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً وللسنة الثالثة على التوالي، وتدمير الموانئ والمطارات تدميراً شاملاً، ومنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية وكل مستلزمات الحياة الضرورية للبشر، بهدف قتل الشعب اليمني جوعاً، ناهيكم -يافخامة الرئيس- عن الاستهداف المتعمّد لكل مشاريع البنى التحتية للشعب اليمني من مدارس ومعاهد وجامعات ومستشفيات وطرق وجسور ومصانع ومزارع ومحطات توليد الكهرباء، ومشاريع المياه وكل المعالم التاريخية والحضارية، والأهم والأخطر من كل ذلك استهداف المواطنين المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة، كدور رعاية المكفوفين والعجزة ومدارس الأطفال.. وقصف المساكن على رؤوس ساكنيها، بالإضافة إلى قصف التجمٌّعات السكَّانية المكتظة بالبشر سواءً في الميادين العامة والأسواق والتجمُّعات السكَّانية وصالات العزاء والأفراح، وارتكاب مجازر إبادة جماعية والتي نتج عن كل ذلك قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين اعتبرتهم دول العدوان أهدافاً عسكرية، وهم الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يجري من صراع داخل اليمن، وضعت السعودية نفسها طرفاً فيه، بما يتنافى مع القوانين الدولية، والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومواثيق منظماتها وهيئاتها الحقوقية والإنسانية، مسخّرة مال النفط العربي لتمويل العدوان والتنكيل بشعبنا الذي ينشد السلام له وللآخرين، والذي لا يشكّل خطراً على أحد.

 

فخامة الرئيس الصديق العزيز:

إن الشعب اليمني المُعتدى عليه ظلماً وعدواناً والواقع تحت القصف الجوي والبحري الهستيري بالصواريخ والأسلحة المحرّمة دولياً، والمنتهكة سيادته واستقلاله الوطني مازال يتطلّع بكل الأمل في موقف حازم ومسئول لروسيا الاتحادية بقيادتكم المُحنّكة، من خلال الضغط على مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار دولي مُلزم لكل دول العدوان بإيقاف عدوانها على بلادنا وشعبنا، ورفع الحصار الجائر المفروض على اليمنيين، وفتح المطارات والموانئ لاستقبال المواد الإغاثية الإنسانية وكافة الاحتياجات الضرورية لشعبنا، بما يسهم في الحدّ من تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وتهدد بمجاعة شاملة ستكون الأكبر كارثية والأكثر إيلاماً في العصر الحديث، ومساعدة اليمنيين على حل خلافاتهم بأنفسهم من خلال الحوار السلمي المسئول والمباشر بينهم بعيداً عن التدخلات الخارجية من أي جهة كانت وبعيداً عن أساليب القوة والغطرسة وفرض الوصاية عليه.

 

وفي الختام.. أجدد لكم يافخامة الرئيس ولحكومة وشعب روسيا الاتحادية ولأصدقائنا في حزب روسيا الموحدة، أصدق التهاني والتبريكات بمناسبة عيد النصر العظيم الثاني والسبعين، معبِّرين عن ثقتنا وثقة المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره وكل أبناء شعبنا، أن روسيا الاتحادية في ظل قيادتكم ونهجكم المبدئي ستقوم بدورها الأممي في إنقاذ شعبنا بما لها من ثقل دولي ولكونها تمثل القطب الرئيس الذي يحقق التوازن الاستراتيجي الدولي في العالم، وتستند إليه كل الشعوب المحبة للسلام والمتطلعة للحرية والأمن والتعايش، متمنين أن تظل روسيا بقيادتكم في صنع الانتصارات المختلفة وفي تحقيق إنجازات أكبر وأكثر.. بما يخدم البشرية جمعاء والسِلم والأمن الدوليين.

 

وتفضلو بقبول أسمى اعتباري،،

 

الرئيس: علـي عبـدالله صالـح

رئيـس الجمهوريـة اليمنيـة الأسبـق
 رئيس المؤتمر الشعبي العام

 


صنعـاء: 9 مايو 2017
الموافق: 12 شعبان 1438