الزعيم صالح يُعزي بوفاة اللواء الكهالي

بعث الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق- رئيس المؤتمر الشعبي العام برقية عزاء ومواساة في وفاة المناضل اللواء عبده محمد قايد الكهالي.. جاء فيها:

 

الأخ/عبدالإله عبده محمد قايد الكهالي.. وإخوانه


 وكافة آل الكهالي الكرام حياكم الله

 

بأسى بالغ وحزن عميق تلقينا نبأ وفاة والدكم المناضل الوطني الجسور وأحد ضباط ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة اللواء عبده محمد قايد الكهالي الذي وافاه الأجل بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والتضحية من أجل عزّة الوطن وكرامة الشعب وتحقيق آماله وتطلعاته في الثورة والجمهورية والإستقلال والحرية والديمقراطية وتحقيق النهوض الحضاري الشامل للوطن اليمني الواحد، الذي عانى كثيراً من إستبداد الحكم الإمامي البائد.. ومن نير الإستعمار البريطاني البغيض ردحاً من الزمان، حتى قيض الله لهذا الشعب الأبي تلك الكوكبة المستنيرة من الضباط السبتمبريين الأحرار، ومن أبطال الكفاح المسلّح وفدائيي حرب التحرير الذين استطاعوا بإرادتهم الوطنية الحُرّة الفولاذية وبتضحياتهم الجسيمة من القضاء على الحكم الإمامي الرجعي وتحرير أرضنا اليمنية الطاهرة من دنس المستعمرين، وإعلان النظام الجمهوري في شطري الوطن عام 1962م وتحقيق الإستقلال الوطني الناجز عام 1967م، برحيل آخر جندي بريطاني من اليمن.

 

لقد خسر الوطن اليمني واحداً من رجاله الأوفياء ومناضليه الشجعان الذين دافعوا ببسالة منقطعة النظير عن الثورة ونظامها الجمهوري وخاضوا النضال الوطني المقدّس لتحقيق كامل الأهداف الوطنية، متوّجاً ذلك بإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني وقيام الجمهورية اليمنية في يوم الـ22 من مايو المجيد عام 1990م.. التي ارتفع علمها شامخاً من سماء مدينة عدن الأبية ثغر اليمن الباسم وحاضنة الحركة الوطنية اليمنية ورجالها الأحرار الميامين الذين ناضلوا من أجل تحقيق الهدف السامي والإستراتيجي للثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وهو الحدث الوطني القومي الذي شكّل منجزاً كبيراً وحدثاً تاريخياً هاماً فاجأ به اليمنيون العالم في ذلك الزمن الذي كانت تتهاوى فيه أنظمة عديدة.. وتتمزق أوطان كثيرة.

 

إن رحيل والدكم اللواء عبده محمد قايد الكهالي المناضل المقدام ورجل الدولة المخلص الذي كان له شرف المشاركة في القتال في كثير من الجبهات ضد قوى الإمامة والرجعية والمرتزقة الذين كانوا يعملون من أجل تحقيق إرادة أسيادهم حكَّام نظام آل سعود في وأد الثورة اليمنية والقضاء على نظامها الجمهوري، سواءً في الشطر الشمالي منذ عام 1962 حتى عام 1970م أو في الشطر الجنوبي، بعد تحقيق الإستقلال وقيام النظام الجمهوري الديمقراطي، ولم يكتف النظام السعودي الأرعن بشرائه لذمم العملاء والمرتزقة الذين باعوا ضمائرهم وتجرّدوا عن قِيم الولاء الوطني المقدّس سعياً وراء المال المدنّس، فلجأ ذلك النظام إلى استجلاب المرتزقة والخبراء الأجانب للإمعان في حربه الظالمة ضد شعبنا اليمني، والتآمر الذي استمر حتى يوم إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي غيّرت مجرى التاريخ، ووجّه صفعة قوية ومدوية لقوى الرجعية والإستعمار والهيمنة والإستكبار، الأمر الذي أصاب النظام السعودي بهستيريا الحقد والتآمر وبصورة أشد على الوحدة اليمنية، وفشل في مخططه، وهاهو اليوم ومنذ 26 مارس 2015م يقوم بعدوانه الغاشم والبربري والهمجي على شعبنا بالتحالف مع 16 دولة، بهدف تركيع شعبنا وإذلاله، وتمزيق وطننا، لتحقيق أحلامه القديمة الحديثة في أن لا تقوم في اليمن دولة قوية ولا يهنأ الشعب اليمني بالأمن والإستقرار والتنمية والتطوّر.

 

كما كان لوالدكم -رحمة الله تغشاه- دور بارز في مسيرة بناء الدولة المدنية الحديثة، وترسيخ مداميكها والإرتقاء بمستوى الشعب إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً وتنموياً، من خلال المسئوليات القيادية التي أُسندت إليه في الكثير من المحافظات والمؤسسات والتي كان آخرها وكيلاً لمحافظة البيضاء لشئون رداع.

 

إنه بقدر الخسارة الكبيرة التي يمثلها رحيل والدكم، فإن ما يعوّض عن هذا الرحيل المؤلم هو أن تاريخ والدكم سيظل ناصعاً ومحفوراً في ذاكرة التاريخ كمناضل سبتمبري وأحد أبرز المدافعين عن صنعاء العاصمة أثناء ملحمة السبعين يوماً وفك الحصار عنها، الذي أراد من خلاله الأعداء إسقاط العاصمة صنعاء ليسقط بعدها النظام الجمهوري.


 إلى جانب كونه كان قائداً محنكّاً ونزيهاً ومخلصاً، أدى واجباته الوطنية بكل إخلاص وتفانٍ ونكران للذات.

 

وإننا بهذا المصاب الجلل ونحن نشاطركم أحزانكم وآلامكم التي هي أحزاننا وآلامنا جميعاً، نبعث إليكم بصادق التعازي وخالص المواساة، والعزاء موصول لشقيق المرحوم العميد عبدالله محمد قايد الكهالي.. ولكل مُحبيه، سائلاً المولى -جلّت قدرته- أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه.. وأن يسكنه فسيح جنانه.. وأن يلهمكم ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.. إنه على كل شيء قدير.


إنا لله وإنا إليه راجعون،،،،