صحيفة: تصريحات وزير الدفاع الأمريكي عن إيران هدفها الضحك على ذقون العرب!

تكشف الجولة التي قام بها جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكي في المنطقة العربية، والمحطة السعودية على وجه الخصوص، ان الإدارة الامريكية الجديدة، تضحك على العرب، وتقدم لهم ما يريدونه من تصريحات، خاصة على صعيد التهديد الإيراني، بينما هي تفعل عكس ذلك تماما في الميدان العملي.

 

الجنرال ماتيس حرص اثناء اجتماعه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ان يهاجم ايران باعتبارها تعمل على زعزعة استقرار المنطقة، ويؤكد ان بلاده ستتصدى لها ولجهودها هذه وتحول دون نجاحها، وقال بالحرف الواحد للعاهل السعودي “أينما تنظرون في الشرق الأوسط فحيثما هناك مشاكل هناك ايران”.

 

مثل هذا الكلام سيطرب العاهل السعودي ونجله وزير الدفاع، وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان حتما، ولكن ما تقوله الإدارة الامريكية ممثلة بوزير خارجيتها ريكس تيرلسون الى الكونغرس مختلف عن ذلك كليا، بل يأتي متناقضا معه.

 

في الرسالة التي بعثها تيرلسون الى النائب بول رايان، زعيم الكونغرس يوم الثلاثاء الماضي، اكد ان الإدارة الامريكية بصدد “اجراء مراجعة لمعرفة ما اذا كان رفع العقوبات ضد ايران يصب في مصلحة الامن القومي الأمريكي”، واكد في الرسالة “ان ايران لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي وبنوده الذي جرى التوصل اليه عام 2015″، لكنه أضاف “ان هناك مخاوف بشأن دورها كدولة راعية للارهاب”.

 

هذه الرسالة تعكس تراجعا أمريكيا عن كل التهديدات التي صدرت عن “المرشح” ترامب بإلغاء الاتفاق النووي، وتعكس رغبة، او نوايا برفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.


 المسؤولون السعوديون كانوا يريدون موقفا أمريكيا اكثر صقورية تجاه ايران، وكذلك دعما فعليا في الحرب التي يخوضونها في اليمن منذ عامين، ولكن وزير الدفاع الأمريكي لم يلتزم بأي موقف في الحالين، واكتفى بالحديث عن ضرورة بدء مفاوضات برعاية الأمم المتحدة للعمل على انهاء هذا الصراع في اسرع وقت ممكن.

 

هذه الازدواجية في المواقف الامريكية ليست جديدة علينا، كما ان هذا النفاق الذي يهدف الى حلب اكبر قدر ممكن من المليارات من الدول العربية النفطية ليس جديدا علينا ايضا، خاصة عندما يشيد الجنرال ماتيس بما تبذله السعودية من جهود لاعادة الاستقرار الى منطقة حيوية من العالم، مثل الشرق الأوسط، فالجنرال يدرك جيدا، وهو الذي كان قائدا للقوات الامريكية في المنطقة ان ما تقوم به المملكة العربية السعودية من تدخلات عسكرية في سورية واليمن ولييبا هو العكس تماما.