الاحتلال يبني قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية

عزز موقع (Jane'ss) البريطاني الاستخباراتي مصداقية التقارير الغربية التي أكدت أن السيطرة على ممرات النفط هو الهدف الحقيقي لتحالف العدوان الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة وبريطانيا.

 

كشفت صور بالأقمار الصناعية حصل عليها ونشرها موقع Jane's البريطاني الاستخبارتي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة - ثاني عضو في التحالف السعودي- تبني قاعدة عسكرية ضخمة على جزيرة ميون اليمنية في مضيق باب المندب، جنوب غرب اليمن.

 

وأكد الموقع الاستخباراتي، أن "القاعدة العسكرية الضخمة التي يتم بناؤها حاليا، تابعة لدولة الإمارات، لدعم عملياتها العسكرية في جنوب اليمن والمساعدة في تأمين الممرات البحرية ذات الأهمية الاستراتيجية".

 

ولفت الموقع أن جزيرة بريم ميون، جزيرة بركانية، تبعد 3.2 كم من البر الرئيس اليمني، كانت الإمارات والقوات اليمنية المتحالفة معها، سيطرت على الجزيرة في 4 أكتوبر 2015.

 

واوضح الموقع البريطاني، أن صور الأقمار الصناعية تبين أن العمل على القاعدة الجديدة، لم يبدأ قبل نهاية شهر أكتوبر 2016، ولكن حقق تقدما كبيرا منذ ذلك الحين.

 

وتبين الصور الفضائية التي التقطت بتاريخ 14 يناير الماضي، أن القاعدة الجديدة في جزيرة ميون يبلغ مساحتها 3.2 كيلو متر. وأوضح الموقع أن سفناً ضخمة متواجدة هناك ومراكب لعمليات بناء القاعدة.

 

يشار إلى أن تقارير غربية وصفت (خليج عدن ومضيق باب المندب) بـ"الجوهرة الجيوسياسية"، مؤكدة أن السيطرة عليها يعد الهدف الحقيقي للحرب على اليمن، حيث تسعى السعودية منذ زمن للسيطرة على ممرات النفط هذه ليعفيها ذلك المرور عبر مضيق هرمز الواقع تحت السيطرة الإيرانية.

 

وكان آخر تقرير بهذا الخصوص للخبيرة الجيوسياسية، كاثرين شاكدام، نشر على موقع "مينت برس" الأمريكي، أشارت فيه إلى أن السعودية تدّعي أنها تقاتل من أجل الديمقراطية وإنقاذ اليمن من إيران، لكن تصرفات التحالف السعودية الوحشية يكشف جانبا آخر لهذه القصة وهي "السيطرة على ممرات النفط".

 

وكشفت الباحثة كاثرين، أنه منذ بداية هذه الحرب ضد اليمن الفقير، بررت المملكة العربية السعودية تدخلها العسكري من أجل استعادة الحكومة الشرعية ووضع نفسها على أنها الفاعل المسؤول لحماية التوازن داخل المنطقة. ولكن في الواقع كما تؤكد الخبيرة، هو أن اليمن يمثل الكثير من الجائزة الجيوسياسية للرياض.

 

ولفتت إلى أن اليمن يمثل جوهرة جيوسياسية، ولذا تعتبر المملكة العربية السعودية اليمن مثل ما كانت الهند إلى التاج البريطاني في القرن الـ19، كونها المفتاح الجيواستراتيجي لتوجيه النفط في العالم، عن طريق باب المندب، ولذا تعمل السعودية جاهدة للسيطرة عليه كبديل لمضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران من خلال بناء خط لأنابيب النفط في المنطقة الشرقية من حضرموت.

 

ومضيق باب المندب، ممر مائي يصل البحر الأحمر بخليج عدن والبحر العربي، يقع بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. يربط البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر من خلال قناة السويس. ويعد ممراً إجبارياً يتيح الوصول للمحيط الهندي والمحيط الهادئ ويشكل بوابة دخول لمنطقة القرن الأفريقي، بالإضافة إلى كونه منفذاً هاماً يربط غرب وشرق آسيا بقارة أفريقيا ومن ثم إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، فهو مفترق طرق استراتيجي للشحن الدولي وعن طريقه تمر أهم الشحنات النفطية. كما يعد مضيق باب المندب وكذا مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران من الممرات الرئيسة في هذه المنطقة الحيوية والمنتعشة بحركة الشحن النفطية على طول البحر الأحمر.