الرئيس صالح يعزي بوفاة اللواء محمد حاتم الخاوي

بعث رئيس الجمهورية الاسبق الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام برقية عزاء ومواساة في وفاة المناضل اللواء محمد حاتم الخاوي.. جاء فيها:

 

الأخ/خالد محمد حاتم الخاوي.. وإخوانه   وكافة آل الخاوي الكرام

 

بقلوب يعتصرها الألم والحزن تلقينا نبأ وفاة والدكم المناضل السبتمبري الجسور اللواء محمد حاتم الخاوي عضو مجلس الشورى وعضو تنظيم الضباط الأحرار، وأحد أبرز ثوّار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة الذين حملوا على عاتقهم مسئولية إنقاذ شعبنا ووطننا من جبروت وظلم الحكم الإمامي الكهنوتي البائد، وإقامة النظام الجمهوري الخالد وتحقيق الإستقلال الوطني الناجز للشطر الجنوبي من الوطن، والذي وافاه الأجل في أحد مستشفيات القاهرة عاصمة مصر العروبة، حيث كان يتلقى العلاج، من المرض الذي ألمَّ به أخيراً وعانى منه كثيراً.

 

لقد غيّب الموت - وهذا قدر الله وقضاءه - واحداً من أنبل وأصدق الرجال وأشجعهم الذي لم تتغير مواقفه وقناعاته الوطنية، ولم تلن له قناة، وظل نبراساً وانموذجاً للثائر الحُرّ المبدئي..

 

كما كانت حياة الفقيد حافلة بالعمل الوطني المخلص والصادق.. اتسمت بنكران الذات وبالتضحية من أجل الوطن والشعب والثورة والجمهورية والوحدة، والدفاع عن سيادة وإستقلال الوطن والوقوف بشجاعة أمام كل المؤامرات ومحاولات النيل من وطننا وشعبنا وحريته وكرامته، رافضاً للعدوان الغاشم والوحشي الذي تشنه السعودية ومعها 16 دولة متحالفة ضد بلادنا ظلماً وعدواناً، وبدون أي مصوّغ قانوني أو أخلاقي سوى أن شعبنا رفض -ويرفض- الوصاية عليه والتدخل في شئونه الداخلية وفرض الإملاءات الخارجية عليه، وإصراره على إستقلالية قراره الوطني.

 

لقد كانت حياة والدكم المناضل الجسور اللواء محمد حاتم الخاوي مليئة بالعمل والكفاح والنضال في سبيل الوطن والانتصار لإرادة الشعب في الثورة والجمهورية والإستقلال والوحدة، وكان من المناضلين الذين قارعوا الإمامة، وشاركوا في معارك الدفاع عنها في مختلف جبهات القتال التي نشبت فيها المعارك ضد فلول الإمامة والرجعية ومرتزقتها والتي أظهر خلالها المقاتلون الأحرار أبطال سبتمبر جسارة واستبسالاً قلّ ما يوجد نظير له بالنظر إلى طبيعة ميزان القوى بين قوى الثورة المتطلّعة للحرية والإنعتاق والتغيير والتطوّر، وبين ما كان لدى قوى التخلُّف والكهنوت الإمامي الرجعي ومن ورائها نظام آل سعود الذي سخّر الإمكانات الهائلة والأموال الطائلة وأحدث الأسلحة الفتَّاكة، بهدف وأد الثورة والقضاء على النظام الجمهوري، مستعينين بالمرتزقة الذين استماتوا في هجماتهم ضد الثورة والمدافعين عنها، متشبثين بالوهم كما يتشبث الغريق بأي شيء من أجل إنقاذ حياته، ولكن إرادة المناضلين الأحرار وفي مقدمتهم والدكم المرحوم كانت لهم بالمرصاد فلقنوا تلك القوى وجحافلهم من المرتزقة أقسى الدروس والحقوا بهم الهزائم النكراء.

 

وسيسجل التاريخ لوالدكم المناضل الثوري السبتمبري الوحدوي اللواء محمد حاتم الخاوي أنه كان مثالاً للثائر الحُرّ والوحدوي الصادق الذي حفلت حياته بأروع صور التضحية والفِداء والتمسّك بقيم الثورة والجمهورية ومبادئها السامية وأهدافها العظيمة، حيث أسهم في مسيرة بناء الوطن وأبلى بلاءاً حسناً في كثير من مواقع المسئولية التي أُسندت إليه سواءً داخل الوطن أو خارجه، أثناء عمله كسفير لليمن في أكثر من بلد شقيق وصديق، أو في مسار العمل الوحدوي الصادق منذ السنوات الأولى للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من خلال مساهماته في تقديم الدعم والمساندة لمناضلي الكفاح المسلح في جنوب الوطن حتى تحقيق الاستقلال وإجلاء آخر جندي بريطاني من أرض اليمن الحبيب.

 


اننا ونحن نشاطركم أحزانكم وآلامكم التي هي أحزاننا جميعاً في مصابكم ومصابنا الجلل بفقدان والدكم المرحوم بإذن الله تعالى، نعبر لكم عن تعازينا الحارة وصادق المواساة، سائلين الله -العلي القدير- أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه ورضوانه.. وأن يسكنه فسيح جنانه.. وأن يلهمكم وكل أهله وذويه وأصدقائه وزملائه الضباط الأحرار ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان.. إنه سميع مجيب.
 

                                          إنا لله وإنا إليه راجعون،،،