الكونجرس يطالب خارجية ودفاع واشنطن ضمانا قبل بيع سلاح للسعودية

علم موقع "بازفيد" الأمريكي، من مصادر مطلعة، أن مجموعة من الحزبين - الجمهوري والديمقراطي - طالبت إدارة ترامب تقديم وصف تفصيلي لحملة القصف السعودية في اليمن، بما في ذلك حالات جرائم الحرب المحتملة، قبل الموافقة على نقل مئات من ملايين الدولارات من القنابل الموجهة بدقة إلى المملكة.
 
ويمكن للطلب الذى تم تفصيله فى رسالة وقعها 31 عضوا بمجلس النواب دفع الولايات المتحدة إلى الكشف عن تفاصيل حساسة حول توقيت ومكان تجاهل الجيش السعودي تعليمات واشنطن بتجنب أهداف أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين.
 
ويمكن أن يكشف التحقيق الحقائق غير المريحة حول التنسيق الأمريكي السعودي في الصراع الذي دام عامين في اليمن.
 
وقالت مسودة الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، إن على الكونغرس أن "يضمن أن سلاح الجو الملكي السعودي لديه القدرة على تجنب وقوع إصابات بين المدنيين قبل أن تبيعها الولايات المتحدة أي ذخائر إضافية".
 
ويأتي هذا الطلب بعد قرار من وزارة الخارجية باستئناف بيع الأسلحة الموجهة بدقة إلى المملكة العربية السعودية، حيث تعزز إدارة ترامب دعم الحملة العسكرية للنظام الملكي العربي في اليمن.
 
ومن المتوقع أن يعلن البيت الأبيض موافقته النهائية على بيع الأسلحة فى الأسابيع القادمة، وهى خطوة من شأنها ان تطلق إعلانا رسميا للكونغرس وتسمح للمشرعين بمراجعة عملية لبيع الأسلحة.
 
وقد علقت إدارة أوباما بيع حوالي 390 مليون دولار من أنظمة توجيه الذخائر الدقيقة في نهاية العام الماضي وسط اتهامات متكررة حول قصف السعودية للمدارس والأسواق والعيادات والمصانع في اليمن.
 
واعرب المشرعون من كلا الطرفين عن شكوكهم فى تورط الولايات المتحدة فى حرب تقول الامم المتحدة انها كلفت اكثر من 10 آلاف شخص
 
وشردت الملايين ودفعت الدولة الفقيرة الى حافة المجاعة.
 
وشهد الشهر الماضي الذكرى السنوية الثانية لدخول الرياض الحرب. ويهدف التحالف الذي تدعمه السعودية - ظاهريا - إلى طرد الحوثيين واستعادة حكومة عبد ربه منصور هادي، لكن النقاد يقولون ان الحملة السعودية خلقت كارثة إنسانية وعززت موقف القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
 
ويرى كبار المسؤولين في إدارة ترامب أن دعم الحملة السعودية هو أحد الطرق الأسهل للوفاء بتعهد الرئيس بدحر النفوذ الإيراني في المنطقة.
 
لكن يرى النقاد ان الولايات المتحدة ترسل إشارات مختلطة من خلال الضغط على الرياض لإيجاد حل دبلوماسى للصراع فى الوقت الذى تقدم فيه المزيد من القنابل للحملة الوحشية. وكان المشرعون متشككين بعمق في الصراع الذي دام عامين في اليمن.
 
ويريد واضعو الرسالة، الديموقراطي تيد ليو والجمهوري والتر جونز، الحصول على معلومات حول "قوائم الضربات مع التفاصيل" التي تقدمها الولايات المتحدة إلى الرياض لتفادي وقوع إصابات بين المدنيين.
 
وقال مسئول إغاثة دولي يركز على هذا البلد الذي مزقته الحرب إن رد البنتاغون على لائحة الإضراب "يمكن ان يكون مثمرا".
 
وقال المسئول الذي لم يكن مخولا بالتحدث عن منظمته ان "هناك حادثة موثقة واحدة على الاقل استهدفت فيها المملكة جسرا رئيسا وضعتها الولايات المتحدة في "القائمة الممنوعة من الاستهداف"، وضربتها السعودية في يومين متتاليين".
 
والجسر المذكور يربط ميناء الحديدة بالعاصمة صنعاء وهو طريق توريد رئيس للأغذية والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية.
وبصفة عامة، فإن "القوائم الأمريكية" تشمل البنية التحتية الحيوية التي تعتقد واشنطن أنها ستكون ضرورية لليمن بعد الحرب.
 
وقال مسئول أمريكي انه إذا وافقت إدارة ترامب على اطلاع المشرعين على الحالات التي تجاهلت فيها الرياض تحذيرات واشنطن حول الأهداف المدنية فان المعلومات لن تصبح بالضرورة علنية. وأضاف "من المحتمل ان يتم الكشف عن هذه المعلومات في منشأة سرية، كما يحظر على المشرعين نشرها".
 
ورفضت وزارة الخارجية التعليق على مشروع الرسالة قبل تقديمها رسميا. ومازال أعضاء الكونغرس يسعون للحصول على توقيعات إضافية.