صحيفة "جيو بوليتك" الأمريكية: بعد أن فشلت عسكرياً.. تحاول السعودية الآن اقتصادياً

نشرت صحيفة "جيو بوليتك" الأمريكية، تقريراً، أوضحت فيه أن السعودية وحلفاءها فشلت في إخضاع قوات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس صالح، على مدى عامين، بالرغم من الدعم الأمريكي الهائل.

 

وذكّرت الصحيفة بتقرير شبكة معلومات الامن الغذائى الذي قال: إن الأزمة الغذائية العالمية تفاقمت بشكل كبير فى عام 2016 وإن الظروف تبدو أكثر عرضة لهذا التدهور فى هذا العام فى بعض المناطق التى تزداد فيها مخاطر المجاعة.

 

وقالت شبكة معلومات الأمن الغذائى "إن هناك خطراً كبيراً من المجاعة فى بعض المناطق فى شمال شرقى نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن بسبب النزاع المسلح والجفاف والانهيار الاقتصادى الشامل".

 

وكما جاء في تقرير صحيفة "المونيتور" الأمريكية، فإن التحالف الذي تقوده السعودية يأمل للستيلاء على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر: ". ويقول مؤيدو العملية، بمن فيهم مسؤولون في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وبعضهم في وزارة الخارجية والبنتاغون، إن ذلك من شأنه أن يضغط على الحوثيين للموافقة على العودة إلى طاولة المفاوضات، وتعزيز العلاقات بين حلفاء واشنطن ودول الخليج".

 

وتقول صحيفة "جيو بوليتك": بعبارة أخرى، تأمل كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة استخدام الغذاء كسلاح للقضاء على العدو الذي قاوم على مدى عامين قوى الغزو بصرامة.

 

واشارت انه عند النظر إلى خريطة ويكيمديا حول اليمن أدناه، نرى حالة من الجمود اليائسة. وفي إطار إعلان مجلس التعاون الخليجي، حاول نحو 10،000 جندي من دول الخليج، ومعظمهم من السعوديين، التحرك من عدن إلى المرتفعات المحيطة بصنعاء، وهي العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون والقوات المتحالفة. وظلت القوات الخليجية وعملاؤهم في اليمن عالقة في مأرب منذ أكتوبر/تشرين الاول 2015.

 

ولفتت الصحيفة الى ان ذلك يرجع جزئيا إلى أن القاعدة متواجد بشدة في المناطق الخاضعة لسيطرة الدول الخليجية. بل أيضا لأن القوات الخليجية لم يسبق لها ان خاضت حربا طويلة من قبل، وهي تكافح الان من أجل إحراز أي تقدم من تلقاء نفسها. ومع تقليص إدارة أوباما الدعم في نهاية فترة ولايته، فقدت القوات الخليجية الدعم الجوي والإمدادات الحرجة.

 

وأوضحت الصحيفة انه في الوقت نفسه، يقاتل الحوثيون والقوات المتحالفة ضد عدوهم حربا يمنية تقليدية: التحصن واستخدام المرتفعات، والبقاء خارج المعارك المألوفة الرئيسة، وضرب قوات العدو عبر تكتيكات الكر والفر.

 

وبحسب الصحيفة، أصبح الحوثيون والقوات المتحالفة الآن بارعين عسكرياً على نحو متزايد: فضرباتهم الصاروخية بعيدة المدى داخل المملكة العربية السعودية بعد ان تجاوزت الحدود، مؤكدة ان امتلاك قوات دول مجلس التعاون الخليجي اسلحة ضخمة وحديثه، علاوة على التدريبات التي يتلاقها جيوشها من الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدتهم استخباراتيا ولوجستيا على مدى عامين هو أكبر دليل أن الحوثيين والقوات المتحالفة ليسوا ضعفاء قتاليا، وقد اثبتوا ذلك عندما وسعوا حربهم مع السعودية الى داخل اراضيها.

 

وبعد أن فشلت المملكة العربية السعودية في اخضاع عدوهم بكل تلك الاسلحة والدعم الامريكي الكبير، تقامر الان اخضاعهم عن طريق هجوم مشترك على آخر ميناء يمني رئيس.

 

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: لم تتمكن قوات الخليج وبدعم امريكي كبير من تجاوز خطوط المعارك في مأرب، ولجأت الآن الى الحرب الاقتصادية، لتجويع الحوثيين وحلفائهم والمدنيين الذين تحت سيطرتهم. فهي السياسة السعودية التي لا تأبه بشكل خاص بانتهاكات حقوق الإنسان.