تفاصيل أول تقرير دولي حول مجزرة صالة العزاء في اليمن

خبر للأنباء - ترجمة وتحرير/فارس سعيد:

اتهمت لجنة خبراء الأمم المتحدة، قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية، بأنها تعمدت الهجوم على قاعة العزاء في اليمن والتي راح ضحيتها المئات.

وفقاً لتقرير حصري في شبكة "IRIN" المتخصصة بالقصص الأخبارية في حالات الطوارئ، كتبه الصحفي الأمريكي المعروف صامويل أوكسفورد، ونشرته (الخميس 20 أكتوبر/تشرين الاول 2016)، حصلت على تقرير تحقيق لجنة الأمم المتحدة الذي رفع إلى مجلس الأمن، نفذ التحالف السعودي "هجوماً مزدوجاً" متعمداً على تجمع المعزين في اليمن في 8 من الشهر الجاري أكتوبر/ تشرين الأول.

وتقول لجنة خبراء الأمم المتحدة، إن الضربة الثانية (Double Tap) للتحالف على وجه الخصوص، "انتهكت التزاماتها" بموجب القانون الدولي، وأنها "لم تتخذ تدابير وقائية فعالة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين، بما في ذلك أول المستجيبين" على موقع الهجوم.

وقال التقرير، إن العزاء حضره ضيوف من كبار الشخصيات ذات أهمية محورية في الصراع.

والتقرير الذي أرسل إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن الخاصة باليمن في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016، يتضمن قائمة من 25 من كبار المسؤولين الحاضرين في العزاء، يتزعمهم الرئيس علي عبدالله صالح.

وفقاً لتقرير اللجنة، غادر الرئيس صالح وابنه قبل الهجوم. وتشمل القائمة كبار المسؤولين العسكريين الآخرين الذين قتلوا، من بينهم أمين العاصمة صنعاء عبد القادر هلال.

الهجومان، كانا في حوالى 3:20 و3:30 مساءً بالتوقيت المحلي، "تزامن مع الوقت الذي كان من المتوقع أن يحضر أكبر عدد من المشيعين في العزاء"، حسبما ذكرت اللجنة.

هذا يعني ان الهجومين كانا مؤقتين (بتوقيت دقيق ومدروس).

ويشير التقرير، أن العرف المحلي السائد في اليمن عند حضور عزاء أو مناسبة مثيلة، يجتمع فيها القادة السياسيون والمدنيون والعسكريون والعامة على حد سواء ويكون حضوراً مفتوحاً للعامة..

ولفت التقرير، أن قاعة العزاء تستغرق ما بين 1000 و2000 شخص. المئات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، كانوا حاضرين عندما تعرضت للهجوم.

ونظراً لأهمية الأسرة التي أقامت العزاء وحجم القاعة والحضور الكثير، خلص الفريق إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية يعلم تماماً أنه سيكون هناك "عدد كبير، بشكل ملحوظ، من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، في مكان وبالتالي... فإن أي ضربة جوية تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين".

التركيز على الضربة الثانية

التقرير أشار إلى الأحكام ذات الصلة بالقانون الإنساني الدولي، وخاصة فيما يتعلق الضربة الثانية: "يحظر القانون الدولي الإنساني الهجمات ضد العاجزين عن القتال، والجرحى، وأفراد الخدمات الطبية والوحدات".

ويقول التقرير: "الضربة الجوية الثانية، وقعت بعد 7:57 دقيقة من الضربة الجوية الأولى التي أدت بالتأكيد إلى سقوط مزيد من الضحايا وأول المستجيبين والمنقذين".

وفي هذه الحالة خلص التقرير إلى أن "التوقيت بين الغارتين يؤكد الاستهداف المتعمد لـ"الضربة المزدوجة" أو ما يسمى (Double Tap).

توضيح: "الضربة المزدوجة" أو مايسمى (Double Tap): مصطلح عسكري يستخدم من قبل الطائرات الحربية عند مهاجمة موقع ثم تعود للهجوم على نفس الموقع مرة أخرى بنفس الوقت لاستهداف عمليات الإنقاذ وأول المستجيبين لعملية الإنقاذ.

وهكذا يرى الفريق، فيما يتعلق بالغارة الجوية الثانية (Double Tap)، أن قوات التحالف التي تقودها المملكة العربية السعودية انتهكت التزاماتها فيما يتعلق بالأشخاص العاجزين عن القتال وسقطوا في هذا الهجوم، ولم تتخذ تدابير وقائية فعالة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين، بما في ذلك أول المستجيبين لعمليات الإنقاذ، في الضربة الثانية".

ويشير الفريق إلى استنتاجاته أن الضربتين المزدوجة السابقة (Double Tap) التي نفذتها قوات التحالف السعودي، بما في ذلك الهجوم على سوق في مارس والذي قتل 97 مدنياً، على الأقل، كانت انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

*المصدر: IRIN. By: Samuel Oakford