"ميسترال" المصرية.. هل تؤول إلى روسيا؟

هل تؤول في نهاية المطاف إلى البحرية الروسية عبر وسيط وطرف ثالث هو هنا مصر؟ تصريحات بولندية مثيرة تقول إن مصر ستهدي سفن ميسترال الفرنسية لروسيا مقبل ثمن رمزي يساوي دولار واحد فجرت تساؤلات عدة حول الصفقة الفرنسية التي انتقلت من روسيا لمصر ولا يعرف على وجه اليقين ما إذا كان هذا صحيحا رغم مسارعة مصر وروسيا إلى النفي. لكن الإعلام الروسي يستمر في إثارة الشكوك على نحو ما سيخلص التقرير التالي لـ warfiles بتصرف عن sputnik

ظهرت في الآونة الأخيرة أخبار كثيرة عن سفن "ميسترال" المصرية، التي بنتها فرنسا من أجل القوات البحرية الروسية، ولكن في نهاية المطاف أصبحت جزءا من الأسطول المصري.

ويطرح الكثير من التساؤلات التي تتحدث عن غرابة هذه الصفقة وحتى الآن لا شيء مفهوم.

في العالم يوجد عدد قليل من البلدان، يمكن عدها على الأصابع، التي تمتلك سفن هجومية للإنزال البحري وهي:
1-الولايات المتحدة الأمريكية التي لديها سفينة "تاراوا" و"أوسب" و"أمريكا" وعدد سفن الإنزال التي تملكها 8.
2- فرنسا وتملك ثلاث سفن من طراز "ميسترال".
3- كوريا الجنوبية ولديها سفينة واحدة "توكتو".
4. إسبانيا تملك سفينة "خوان كارلوس 1".
5- اليابان تملك حاملة طائرات من طراز "هيوجا". وتتميز كل دولة من هذه الدول بقوة أسطولها البحري، ولديها أسبابا وجيهة لتملك سفن إنزال بحري هجومية.

والآن انضمت مصر إلى مجموعة الدول هذه. ولكن أسطول مصر البحري لا يضم سوى 9 فرقاطات وطرادين. أما القوارب الباقية فهي لخفر السواحل.

وفي الواقع، سفن الإنزال البحري الهجومية بدون أن يكون هناك أسطول قوي يرافقها ويدعمها ستبقى "تابوت عائم".

ويبدو أيضا، أن المصريين لا يعرفون كيف سيستخدمون "الميسترال" ويحاولون أن يجدوا لها تطبيقا عمليا مناسبا.
في البداية أعلن أنها ستقوم بحراسة المناطق الاقتصادية في مصر: منطقة في البحر الأبيض والأخرى في البحر الأحمر. وكان هناك إشاعات أنهم سيقاتلون القراصنة في خليج عدن. وأخيرا أعلن الرئيس السيسي يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول أنه سيتم استخدام السفن في حماية حقول الغاز البحرية البعيدة.

© Sputnik. Alexei Danichev
© Sputnik. Alexei Danichev

ولكن من ماذا ستحميها؟ ألم يكن من الأسهل شراء عدة فرقاطات أخرى؟

من الواضح، أن أحدا ما مول مصر لشرائها. البعض يقول السعودية، والبعض الآخر يقول الإمارات، وربما كليهما معا، أما المثل الروسي فيقول "لا تنظر في فم الحصان المهدى إليك"، ولكن هذا الحصان يأكل كثيرا. فبحسب صحيفة "Mer et Marine" إن الاحتفاظ بـ"ميسترال" واحدة في ميناء "سان نازير" يحتاج إلى مليونين ونصف مليون يورو في الشهر. أما إذا صدقنا "L,Opinion" فإنه يحتاج إلى 5 ملايين. وحتى الآن لم تزود هذه الحاملات بالمعدات والطائرات. وهذا أمر غريب آخر. بحسب صحيفة "إزفيستيا" أرسلت مصر طلبا رسميا في أوائل سبتمبر/ أيلول إلى روسيا لشراء المعدات الإلكترونية لـ"ميسترال". ووفقا لبعض المصادر، إن المعدات جاهزة، لأنها كانت معدة للأسطول الروسي.

كما طلبت السلطات المصرية من روسيا تزويدها بمروحيات "كا-52كا" المطورة خصوصا من أجل "ميسترال"، والغرابة الأخرى، أن روسيا وافقت على الفور بتزويد مصر بهذه المروحيات الحديثة، التي لتوها دخلت الخدمة ومجهزة بأحدث المعدات، والتي حتى الآن لم تزود بها أي سفينة روسية.

وبشكل عام، فإن "ميسترال" المصرية ستصبح بشكل سريع جدا بالضبط كتلك التي كانت ستقتنيها روسيا.

وكيف هنا لا نتذكر خبر القناة المصرية sis TV عن أن مصر ستهدي "ميسترال" لروسيا. ولكن بعد ذلك قيل عن الخبر أنه هراء وعار عن الصحة وقال محلل مصري إنه لا يوجد قناة في مصر بهذا الاسم.

واليوم (الجمعة 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، قال وزير الدفاع البولندي أنطوني ماتشيريفيتش، إن مصر يمكن أن تسلم حاملتي المروحيات "ميسترال" لروسيا مقابل سعر رمزي قدره دولار أمريكي واحد.

ولكن مصر سرعان ما ردت على الوزير البولندي، عبر سفارتها في موسكو، إذ وصفت السفارة المصرية في موسكو، تصريحات وزير الدفاع البولندي [أنطوني ماتشيريفتش]، التي تزعم بأن مصر باعت حاملتي مروحيات "ميسترال" مقابل مبلغ رمزي - دولار واحد، غير منطقية وببساطة غير صحيحة.

وتبع الرد المصري، تصريحات من وزارة الدفاع الروسية، إذ قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، للصحفيين إن "تصريحات أنطوني ماتشيريفيتش حول شراء روسيا سفن "ميسترال" من مصر هي تصريحات "غباء الجمعة"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الادعاءات، وغيرها من التصريحات الغريبة، يطلقها ماتشيريفيتش من أجل الدعاية لنفسه. ولكن هذه المشكلة تخص القيادة البولندية، ولا تخصنا".

ولكن صحيفة "إزفيستيا"، تصر على تذكيرنا، أنه في شهر مارس/ آذار عام 2017 من المقرر إجراء مناورات روسية- مصرية، وفي المناورات سيتم استخدام حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنيتسوف" وحاملات المروحيات المصرية "ميسترال". وبعد ذلك سيعود الروس إلى روسيا. وهنا يطرح سؤال نفسه- مع "ميسترال" أم بدونها؟