اوباما يتوقع معركة "صعبة" في الموصل والقوات العراقية تتقدم

توقع الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء معركة "صعبة" لاستعادة الموصل العراقية من تنظيم الدولة الاسلامية فيما سجل تقدم للقوات العراقية في اتجاه المدينة في اليوم الثاني من هجوم غير مسبوق.

وقال اوباما ان "الموصل ستكون معركة صعبة. سيكون هناك كر وفر". لكنه ابدى ثقته بان الجهاديين سيهزمون في المدينة معتبرا ان "هذا الامر سيشكل خطوة جديدة في اتجاه القضاء عليهم تماما".

وتقود واشنطن تحالفا دوليا يدعم القوات العراقية في هجومها الذي بدأ فجر الاثنين لاستعادة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران/يونيو 2014.

وفي شريط مصور بثته وكالة اعماق المرتبطة بالتنظيم، توعد الاخير بالحاق "الهزيمة" بالاميركيين في العراق.

وقبل بلوغ الموصل التي يتحصن فيها ما بين ثلاثة الاف و4500 جهادي مدججين بالسلاح، على القوات العراقية ان تعبر الاراضي التي يسيطر عليها الجهاديون حول المدينة.

اف ب / احمد الربيعي/ انتشار لقوات عراقية في الشورة في 17 تشرين الاول/اكتوبر 2016
اف ب / احمد الربيعي/ انتشار لقوات عراقية في الشورة في 17 تشرين الاول/اكتوبر 2016

وتتقدم القوات العراقية بصورة رئيسية عبر جبهتين، المحور الجنوبي من الموصل حيث تتحرك قوات حكومية انطلاقا من قاعدة القيارة، والشرقي الذي تتقدم من خلاله قوات البشمركة الكردية.

ومن المحور الجنوبي تتحرك قوات ببطء على امتداد نهر دجلة وتتطلع للوصول الى قرية حمام العليل فيما تنتشر على مقربة من قرقوش احدى اكبر البلدات التي يسكنها مسيحيون في العراق.

وارتفعت سحب دخان كبيرة حولت لون السماء الى رمادي على امتداد الافق، جراء اشتعال ابار نفط قريبة من قاعدة القيارة المقر الرئيسي للقوات الحكومية.

وقال صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس ان "عددا كبيرا من القرى تم تحريرها خصوصا في المحور الجنوبي والشرقي" من الموصل.

واكد التحالف الدولي انه دمر 52 هدفا بطائراته في اليوم الاول من الهجوم.

ويتمثل دعم قوات التحالف في غارات جوية وتدريب القوات العراقية، اضافة الى وجود قوات خاصة اميركية وبريطانية وفرنسية على الارض لتقديم المشورة.

ونبه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى ان المعركة قد تستمر "اسابيع عدة" وربما "اشهرا".

وتوقع نظيره البريطاني مايكل فالون ان يقاتل الجهاديون "بشراسة" لكنه اكد ان تنظيم الدولة الاسلامية "يهزم" في العراق.

وسيجمع لودريان في 25 تشرين الاول/اكتوبر في باريس 12 من نظرائه في التحالف لعرض كيفية سير العمليات.

في الانتظار، تنظم فرنسا والعراق الخميس في باريس اجتماعا وزاريا تشارك فيه عشرون دولة "تحضيرا للمستقبل السياسي للموصل".

من جهته، اعتبر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الثلاثاء ان بلاده تدافع عن نفسها بالهجوم على الموصل وتدافع ايضا عن "الديموقراطية".

اما رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم فاكد ان مقاتلات تركية انضمت الى القوات الجوية التي تقدم اسنادا الى العمليات البرية.

- مطالبة بممرات آمنة -

تمثل استعادة السيطرة على الموصل التي اعلن منها الجهاديون "دولة الخلافة" منذ اكثر من عامين ضربة قاضية بعد ان كانوا ينتشرون في مناطق واسعة في العراق وسوريا.

لكن معركة الموصل تثير مخاوف من نزوح كبير للسكان، وخصوصا ان مليون ونصف مليون نسمة ما زالوا يعيشون في المدينة.

اف ب / رسم بياني لعملية استعادة الموصل
اف ب / رسم بياني لعملية استعادة الموصل

وطالبت منظمات انسانية عدة باقامة ممرات امنة تتيح للمدنيين الفرار من المواجهات.

واوضحت المنسقة الانسانية للامم المتحدة في العراق ليز غراندي ان عدد السكان الذين فروا من الموصل حتى الان ليس كبيرا لكنها توقعت "نزوحا كبيرا للسكان خلال الايام الخمسة او الستة المقبلة".

وقالت الامم المتحدة ان نحو مئتي الف شخص قد ينزحون "في الاسبوعين الاولين"، وهو رقم مرشح للازدياد مع استمرار الهجوم.

وحتى الان، فان المخيمات المتوافرة لا يمكنها استقبال سوى بضع عشرات الاف من النازحين.

ودعت منظمة العفو الدولية بغداد الثلاثاء الى التاكد من عدم ارتكاب قوات الامن العراقية والميليشيات التي تقاتل الى جانبها تجاوزات بحق المدنيين.