"بوست جازيت": هل ساعدت الاستخبارات الأمريكية السعوديين في الهجوم على قاعة العزاء في اليمن؟

استمرار الولايات المتحدة في استرضاء السعوديين ودعم حملتهم الجوية والحرب الوحشية في اليمن وبعد مجزرة قاعة العزاء، يضع أسئلة حول تهاوي حجة واشنطن بأن استخباراتها تضمن دقة الأهداف، أو أن الاستخبارات الأمريكية ساعدت السعوديين في ذلك، تحاجج اقتتاحية "بوست جازيت".

تحسرت افتتاحية "نيويورك تايمز" على "المسئولية الأخلاقية للولايات المتحدة في اليمن"، مطالبة بسرعة توقف أمريكا عن التورط أكثر، ونددت افتتاحية "هافينغتون بوست" بانهيار القيم الأمريكية التي تعلي النفط السعودي الرخيص والمال والمصالح على قيمة الإنسان وحياة اليمنيين. ونطالع في افتتاحية "بوست جازيت" محاكمة قاسية "التحريض الأمريكي الوحشي".

أكدت صحيفة "بوست جازيت" الامريكية، على وجوب أن تكون المذبحة السعودية في قاعة العزاء المكتظة بالمعزين في صنعاء، القشة الأخيرة في دعم الولايات المتحدة للمملكة بحربها في ذلك البلد النازف.

وقالت افتتاحية موقعة باسم هيئة التحرير (الاثنين 11 أكتوبر/تشرين الاول 2016)، ان اداراة اوباما لديها حجة تستخدمها للحفاظ على سياسة أمريكا في الدعم المتواصل لقوات التحالف التي تقودها السعودية؛ مفادها أن المخابرات التي تقدمها الولايات المتحدة للحرب الجوية السعودية ضد اليمن تضمن ان طائراتها "أكثر دقة" في ضرب الجيش بدلا من أهداف مدنية.

لكن، تقول الصحيفة، هذه الحجة ابرزت ان اهدافها ليست دقيقة وأنها تستهدف المدنيين بشكل متكرر، أو أن الاستخبارات الأمريكية ساعدت السعوديين في الهجوم على قاعة العزاء؟

مؤكدة ان تلك الحجج غير مقبولة في المبادئ الأمريكية.

واعتبرت الصحيفة ان الحقيقة الاكثر ترجيحا هو ان الولايات المتحدة مستفيدة بشكل كبير من حرب السعودية في اليمن، من خلال بيع الاسلحة، حيث باع الرئيس اوباما خلال فترة حكمه للسعوديين اسلحة بقيمة تفوق 100 مليار دولار، اكثر من اي رئيس اخر.
والحجة الأخرى التي استخدمت لتبرير استمرار الدعم الأمريكي للسعوديين في الحرب باليمن هي استرضاء المملكة، بسبب معارضتها الاتفاق النووي الإيران الذي ابرم العام الماضي.

لسوء الحظ، في هذا الوقت، يدفع اليمنيون - في أفقر دولة في الشرق الأوسط - ضريبة الدم من أجل إرضاء السعوديين ونظامهم الثيوقراطي من أجل صفقة إيران.

وتشدد هيئة تحرير "بوست جازيت": مذبحة السبت (قاعة العزاء بصنعاء 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) توجب على الولايات المتحدة انهاء تورطها في الحرب باليمن وفي مساعدة السعودية لذبح اليمنيين ووقف بيع الاسلحة.

معتبرة الهجوم على قاعة عزاء هو "عمل وحشي وجريمة حرب". ويجب على الولايات المتحدة ان تتبرأ من السعودية بسرعة، وإلغاء العقود إذا ما ارادت ان تنهي التورط الأمريكي في هذه الحرب الوحشية.