اتصال كيري-لافروف لا يوقف حرب "التهديدات"، روسيا ترسل المزيد من الطائرات الحربية

اتصال هاتفي بين الوزيرين كيري ولافروف يوم الجمعة جرى في أجواء ملبدة بحرب التصريحات والتهديدات الحادة التي تبودلت اليومين السابقين بين موسكو وواشنطن ودائما بشأن الوضع السوري. وطائرات روسية جديدة إلى سوريا.

وفي روايتين لمجريات الاتصال، أعطت الخارجية الروسية تصورا حول استعداد موسكو لبحث سبل جيدة مع "الشركاء" الأمريكيين، بينما أعطت الخارجية الأمريكية تصورا مفاده أن الدبلوماسية الأمريكية الروسية بشأن سوريا "على جهاز الإعاشة"

وعلى صلة بالتهديدات أعاد مسئول روسي رفيع الجمعة قذف التهديد بتسليح المعارضة والمقاتلين في سوريا جهة أمريكا مذكرا بهجمات 11 سبتمبر، بعد أن هددت واشنطن بأن روسيا نفسها ستكون هدفا محتملا للإرهابيين ما اشعل حربا كلامية بين الجانبين.

وخلال ذلك ذكرت صحيفة روسية يوم الجمعة أن موسكو أرسلت المزيد من الطائرات الحربية لتكثيف حملتها من الغارات الجوية مع احتدام القتال في حلب بعد أسبوع من بدء هجوم للحكومة السورية بدعم من روسيا لاستعادة السيطرة على المدينة وسحق آخر معقل حضري كبير متبق لدى المسلحين والجماعات المعارضة المدعومة أمريكيا.

الخارجية الأمريكية: "لا تقدم"

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير جون كيري تحدث عبر الهاتف إلى نظيره الروسي سيرجي لافروف يوم الجمعة دون أن يحرزا تقدما يذكر صوب استئناف وقف إطلاق النار في سوريا لكنه ترك الباب مفتوحا أمام مزيد من الاتصالات.

وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر إن الولايات المتحدة لا تزال "على وشك" تعليق الاتصالات الثنائية مع روسيا بشأن سوريا. لكنه قال إن هناك أساسا كافيا للمحادثات يجعل واشنطن غير راغبة في الانسحاب منها بعد.

وأضاف في إفادة صحفية أن العملية الدبلوماسية بين البلدين بشأن سوريا "على جهاز الإعاشة لكنها لم تمت بعد."

الخارجية الروسية: "سبل جديدة"

قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي جون كيري يوم الجمعة بأن موسكو مستعدة لبحث سبل إضافية لتطبيع الوضع في مدينة حلب السورية.

وأضافت الوزارة أن لافروف قال لكيري عبر الهاتف إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة من موسكو وواشنطن انتهك عدة مرات في المناطق الشرقية لحلب من قبل قوات تقودها الجماعة التي كانت تسمى جبهة النصرة.

وقالت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني "الجانب الروسي يؤكد مجددا استعداده للنظر في سبل جديدة مع الشركاء الأمريكيين بشأن تطبيع الوضع في حلب."

وقالت الوزارة إن إخفاق واشنطن في الفصل بين الجماعات الإرهابية والمعارضة المعتدلة في سوريا سمح لجبهة النصرة "بالاختباء خلف جماعات المعارضة المسلحة التي تتعاون معها واشنطن".

وتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونددا بالقصف الجوي الروسي السوري لشرق حلب ووصفاه بأنه "وحشي".

وطلب لافروف من كيري الضغط على المعارضة السورية "لوقف تخريب" قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخاصة بإجراء مفاوضات بين السوريين.

وقالت الوزارة "شدد لافروف على أن روسيا مازالت منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة حول كافة القضايا الرئيسية الخاصة بالتسوية السورية."

بوجدانوف يذكر بـ 11 سبتمبر

قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قال يوم الجمعة إن احتمال تسليم أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف للمعارضة السورية سيكون "غير بناء بالمرة".

وأضاف "سيكون هذا نهجا غير بناء بالمرة لأن هؤلاء الناس الذين دربهم وسلحهم الأمريكيون سيفعلون في نهاية المطاف نفس ما حدث في 11 سبتمبر (2001) في نيويورك."

وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن انهيار وقف إطلاق النار الأخير في سوريا زاد من احتمال أن تسلح دول الخليج المعارضة السورية بأنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف للدفاع عن أنفسهم ضد الطائرات السورية والروسية.

وقال بوجدانوف أيضا إن مزاعم الولايات المتحدة بأن روسيا تهاجم المعارضة خلال ضرباتها الجوية في سوريا "لا أساس لها".

مارك تونر: من الصعب مواصلة الدبلوماسية

من جانبه قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لشبكة (سي.إن.إن) الإخبارية يوم الجمعة إن من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية دبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية السورية في ضوء هجوم الحكومة السورية بدعم روسي على حلب.

وأضاف تونر "من الصعب مواصلة الاعتقاد بجدوى عملية دبلوماسية في ضوء الأحداث على الأرض."

كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال يوم الخميس إن واشنطن على وشك تعليق المحادثات الدبلوماسية مع موسكو بشأن سوريا لكنها لم تعلن تعليق المحادثات إلى الآن.