المجلس السياسي الأعلى في اليمن يطلق "مبادرة سلام"

أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، صالح الصماد، إطلاق مبادرة سلام من شأنها وقف الحرب والعدوان الذي تتعرض له البلاد منذ نحو 19 شهراً بقيادة السعودية.

وقال الصماد في خطاب له مساء الاحد 25 سبتمبر/ أيلول 2016، عشية حلول الذكرى الـ54 لثورة 26 سبتمبر إن المجلس يعلن مبادرة للسلام تتضمن "إيقاف العدوان براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على اليمن، وذلك مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود مع السعودية وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على العمق السعودي".

ودعا الصماد الأمم المتحدة وكل الدول الحريصة على السلام وحقن الدماء للضغط على النظام السعودي لالتقاط هذه الفرصة إذا كان يملك قرار الحرب ويحرص على حقن دماء جيشه الذين يتعرضون للقتل بشكل يومي.

وأضاف "ننصحهم (نظام آل سعود) بعدم الاستجابة لتجار الحروب في المملكة بعد هذه الفرصة. مشيداً في السياق ذاته بـ"الأحرار في الجيش السعودي الذين لم يقتنعوا بهذه الحرب الخاسرة".

وأكد رئيس المجلس السياسي، على أن من يعرضون أنفسهم للقتل هم مرتزقة الجيش السعودي وليسوا أحراره, أما الأحرار فقناعاتهم دفعتهم إلى عدم المواجهة لأخوتهم من أبناء الجيش واللجان الذين لم يقاتلوا في الحدود طمعاً أو تكبراً وإنما للدفاع عن شعبهم الذي يتعرض لأبشع الجرائم التي يرتكبها بحقه مصاصي الدماء من النظام السعودي.

ونوه إلى المبادرة التي يطلقها المجلس تأتي في سياق الحرص على ايقاف العدوان يترافق معها دعوة أخوية صادقة لكل الفرقاء السياسيين في الداخل والخارج لمعالجة الوضع الداخلي بعيداً عن التأثيرات الخارجية. مؤكداً الاستعداد لمد اليد مهما كان عمق الجراح.
ودعا كل المقاتلين في صف العدوان في مختلف الجبهات بالاستجابة للعفو العام والانخراط في صف الوطن.

وأعرب عن الأمل أن يستجيب النظام السعودي للمبادرة ومن يقف في صفه والتي نتوقع أن لا تعجب الأمريكان الذين لا هدف لديهم سوى إغراق المنطقة في أتون الصراعات الداخلية لإفساح المجال لمخططاتهم.

وقال: "إذا أصم العدوان آذانه ولم يستجب للعقل والمنطق فإننا معنيون في هذا الشعب بشحذ الهمم وتشمير السواعد والاستعداد لخوض مواجهة التحدي والصمود والاستقلال إلى أن يحكم الله بيننا وبين أعداء الوطن وهذا يتطلب من الجميع في كل أرجاء الوطن ومن كل فئات الشعب وفي مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة الأمنية والعسكرية إعداد الخطط الطويلة المدى التي تمكن شعبنا من الصمود حتى نيل كرامته واستقلاله".

وأردف: "فقد طرقنا كل الأبواب وقدمنا كل ما بأيدينا من أجل السلام ويجب أن نقدم كل ما بوسعنا لمواجهة التحدي وتعزيز الصمود.. فالتضحيات التي بذلها شعبنا اليمني العظيم طوال مراحل التحرر والاستقلال لا يمكن إلا أن تثمر نصراً حاسماً، وعلينا أن نجعل من هذا التحدي فرصة لتعزيز عوامل الصمود ليخرج شعبنا من هذه المحن والأحداث وقد اكتسب مناعة ضد كل المؤامرات".