"الشيوخ الأمريكي" يمرر صفقة أسلحة للسعودية

صوت مجلس الشيوخ (الاربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2016) بأغلبية 71 صوتاً مقابل 27 ضد تشريع يهدف لعرقلة صفقة لبيع دبابات وعتاد عسكري آخر بقيمة 1.15 مليار دولار للسعودية بعد أن تعرضت المملكة لانتقادات شديدة في الكونغرس في الآونة الأخيرة، بحسب ما افادته وسائل اعلام امريكية.

وأحبط التصويت بأغلبية ساحقة جهوداً قادها السناتور الجمهوري راند بول، والسناتور الديمقراطي كريس ميرفي، لعرقلة البيع بسبب مخاوف من بينها ارتكاب السعودية جرائم حرب في حربها باليمن، ومخاوف من أن تؤجج الصفقة سباق تسلح بالمنطقة.

ورغم استياء عدد من النواب بسبب مشاركة المملكة في الحرب في اليمن واستمرار الشكوك حول دورها في هجمات 11 سبتمبر، لكن ذلك لم يمنع من عرقلة الصفقة.

وعلى الرغم من اعضاء مجلس الشيوخ صوتوا بأغلبية 71 صوتا مقابل 27 ضد تشريع يهدف لعرقلة الصفقة، لكن مؤيدي المشروع قالوا ان التصويت يرسل إشارة قوية إلى الرياض وإدارة أوباما أن جزءاً كبيراً من المجلس غير راضين عن ما تفعله المملكة من سقوط ضحايا من المدنيين في حملة القصف لمدة 18 شهرا في اليمن.

وقال السناتور آل فرانكن من ولاية مينيسوتا في مجلس الشيوخ: "تصويتنا اليوم لعرقلة الصفقة يبعث حقيقة رسالة مهمة للمملكة العربية السعودية اننا نراقب اعمالها عن كثب وأن الولايات المتحدة لن تغض بصرها عما تفعله من قتلها العشوائي بحق الرجال والنساء الأطفال في اليمن".

من جانبه قال السناتور الديموقراطي كريس ميرفي: "اننا نسلح السعوديين في محاربة الحوثيين، الذين لم نعلن الحرب ضدهم، والسعوديون لا يستخدمون هذه الاسلحة لمحاربة عدونا اللدود، الذي أعلنا الحرب ضده وهو القاعدة".

واضاف ميرفي: "لقد توسلنا السعوديين لتغير سلوكهم، واستهداف تنظيم القاعدة.... لكنهم لم ينصتوا لنا".

في السياق ذاته، انتقد السناتور راند بول، العلاقات الامريكية مع المملكة العربية السعودية. واشار الى ان حرب المملكة في اليمن ادت فقط الى قتل أعداد كبيرة من المدنيين وغذت التطرف.

ورحبت جماعات حقوقية، من بينها منظمة العفو الدولية وأوكسفام وغيرها بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ الذي قدم مشروع القانون.

وقال بيري ديزاينز، مدير في منظمة العفو الدولية في تصريح لموقع "Salon" الامريكي، ان "تصويت اليوم هو أحدث مثال على اتجاه متزايد للمعارضة في الكونغرس عندما يتعلق الأمر بالتحالف العسكري للولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية".

واضاف بيري: "يعلم المسؤولون الامريكيون أن الحكومة السعودية تواصل اسقاط القنابل على المجتمعات المدنية في اليمن، لكن إدارة أوباما لا تزال تبيع أسلحة".

وتابع، "هذه صفقة أسلحة سيئة لشعب اليمن، سيئة للمنطقة، وبالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. يجب على الرئيس أوباما إلغاءها فوراً".

من جانبه قال مدير منظمة اوكسفام في أمريكا، راي اوفينهيسير في بيان: "اليوم، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في اليمن، عبر 27 من أعضاء مجلس الشيوخ صرخاتهم الأولى ضد دعم حكومتنا غير المشروط وغير المحدود لقوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن".

وأضاف، أن "القلق في الكونغرس بشأن الوضع في اليمن ونهج الولايات المتحدة المفكك اصبح الآن أقوى وأقوى".