أخذ بضربة مفاجئة 3 موانىء نفطية.. حفتر "المنقذ" المخيف!

تثير شخصية الفريق أول خليفة حفتر الذي سيطر جنوده على ثلاث موانىء نفطية الاعجاب والرفض في الوقت ذاته في ليبيا، اذ يعتبره البعض عائقا رئيسيا في وجه العملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة لاخراج البلد من ازمته.
 
ويقدم حفتر (73 عاما)، صاحب الشعر الرمادي والشاربين الاسودين، نفسه بانه “منقذ” ليبيا. لكن خصومه يتهمونه بتدبير الانقلابات.
 
ويعتبر قائد “القوات الليبية العربية المسلحة” المحرك الرئيسي للهجوم المفاجئ الاحد على منطقة “الهلال النفطي” الساحلية في شرق ليبيا حيث المراكز الاساسية لتصدير الخام.
وسيطرت قواته الاحد والاثنين بدون صعوبات تذكر على ثلاث موانىء نفطية رئيسية كانت خاضعة لميليشيا اعلنت تاييدها لحكومة الوفاق الوطني.
 
ينظر مؤيدو حفتر إلى العسكري المتقاعد الذي رقي إلى رتبة فريق أول العام 2015 تحت قبة البرلمان المعترف به دوليا في طبرق في شرق ليبيا، على انه “منقذ” يحارب “الارهاب”، في حين يرى منتقدوه انه “مشروع ديكتاتور”.
 
والفريق اول الذي يتحدث بهدوء وبطء وقلما يبتسم للمصورين، لم يفصع عن أسباب ودوافع هذا الهجوم.
 
من التقاعد إلى الخدمة
 
يتحدر حفتر من الشرق الليبي. من مواليد العام 1943 وخرج من الظل اثناء مشاركته في ثورة العام 2011 ضد نظام القذافي.
 
شارك في الانقلاب الذي قاده القذافي العام 1969 قبل ان ينشق عنه اواخر ثمانينات القرن الماضي ويغادر الى الولايات المتحدة للاقامة هناك لينضم الى قيادات معارضة.
 
وابان خدمته في قوات القذافي، ترأس حفتر في خضم الحرب الليبية التشادية (1978-1987) وحدة خاصة، لكنه وقع في الاسر مع مئات العسكريين الاخرين، ليتبرا منه نظام القذافي وقتها، قبل أن ينقل إلى الولايات المتحدة في عملية غامضة. وقدمت له واشنطن اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج.
 
بعد عشرين عاما في المنفى، عاد حفتر ليقود القوات البرية للجيش ابان ثورة 17 شباط/ فبراير 2011.
 
وبعدها، احاله المؤتمر الوطني العام، وهو البرلمان الاول بعد الثورة، على التقاعد مع عدد من الضباط الكبار.
 
لكن برلمان طبرق اعاده إلى الخدمة العسكرية مع 129 ضابطا متقاعدا آخرين مطلع كانون الثاني/ يناير 2015 بعد نحو ستة اشهر من العملية.
 
ويقود الفريق أول حفتر منذ ايار/ مايو 2014، عملية “الكرامة” التي تهدف الى القضاء على الجماعات الاسلامية المتشددة في مدينة بنغازي (الف كلم شرق طرابلس) ومناطق اخرى في الشرق.
 
ويبدو أن حفتر يلقى دعما غير معلن من بلدان اجنبية.
 
واعلنت فرنسا في تموز/ يوليو مقتل ثلاثة من جنودها في تحطم مروحية في ليبيا، حيث كانوا يشاركون في مهام في صفوف قواته.
 
واعتبر رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج هذا الوجود “تدخلا غير مقبول”.
 
وكانت هذه الحكومة اتخذت الربيع الماضي من طرابلس مقرا بدعم من الامم المتحدة ودول غربية بينها فرنسا.
 
لكن هذه الحكومة التي تدعمها ميليشيات في غرب ليبيا، لم تحصل على اعتراف السلطات في الشرق، وخصوصا الفريق اول حفتر.
 
وقال ماتيا توالدو خبير الشؤون الليبية في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان حفتر بهجومه على الهلال النفطي يسعى الى “الاستفادة من الارهاق الذي تعانيه القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني بسبب مواجهتها الجهاديين في سرت” والى “تخريب اي مفاوضات حول مستقبل حكومة الوفاق”.