قِصة وغُصة: منزلنا في سفح جبل النهدين دمره "صاروخ 2016م" (صور)

بلا شعور، فرت دمعة من عيني وأنا أشاهد حطام منزل عمي بعد أن قصفته طائرات آل سعود أمس الأول.. شريط من الذكريات الجميلة تناثرت مع بقايا المنزل.. كنت في سنوات الطفولة أهرب إليه من ضوضاء المدينة، فالحزام الأمني المفروض على جبل النهدين منع زحف العمران إلى سفح الجبل، وأبقاه كقرية معزولة في قلب العاصمة، ولم يكن هناك سوى عدد من المنازل لمزارعين بسطاء دمر الطيران معظمها خلال الأشهر الماضية.

- مجرد نصف كيلو أو تزيد قليلاً تفصل المنزل القابع في سفح جبل النهدين عن ميدان السبعين، وكانت دهشتي تلازمني، دائماً، كلما انتقلت إليه، فخمس دقائق من الطريق غير المعبد كفيلة بنقلك من قلب المدينة إلى أعماق الريف اليمني ببساطة وطيبة ساكنيه ونسيمه العليل وأرضه الخصبة ومواشيه.

- المنزل، آخر النماذج لنوعية الأهداف التي يقصفها العدوان.. مجرد منزل عادي تحيطه مزرعة صغيرة، وبعض الماشية، وليس هناك شيء آخر..
ورغم أن المنزل تم إخلاؤه منذ بداية العدوان، وكان أبعد ما يكون عن النقاط العسكرية المنتشرة في محيط دار الرئاسة أو في قمة الجبل، لكن الأرض المحروقة كانت ـ وما زالت ـ هي بصمة آل سعود الأكثر وضوحاً في هذه الحرب العمياء.

- أكثر ما لفت انتباهي في الصور الملتقطة لبقايا الصاروخ، تلك القطعة التي تظهر أنه صاروخ صنع العام 2016م، وهذا الأمر يكشف أن مخزون آل سعود من الصواريخ قد استنفد طوال الحرب، وأنها تسارع في إبرام صفقات جديدة (...) ولأن حاجتها ملحة لإبرام الصفقات وسرعة الانتهاء من الإجراءات المتبعة في الدول المنتجة، ما يرجح ارتفاع التكلفة الإجمالية لها وبصورة تزيد من الأعباء على الاقتصاد السعودي.

- ليس لي إلا أن أقول الحمد لله على سلامة ابن عمي وأولاده.. وربنا يعوض عليهم.. وكله يهون من أجلك يا يمن.