موقع أمريكي: السلطة اليمنية الجديدة مستعدة لقبول "استسلام" آل سعود

نشر موقع "مون اوف الاباما" الأمريكي، (الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2016) تقريراً، عن تشكيل الحكومة اليمنية في صنعاء "المجلس السياسي الأعلى"، وبشأن التدخل والغزو العسكري السعودي بدعم أمريكي في اليمن.
 
يقول الموقع الأمريكي، إن الحياة تزداد يوماً بعد يوم، أكثر صعوبة بالنسبة للشعب اليمني، حيث أعاد السعوديون تشغيل آلة القصف، وعلى ما يبدو ضربت كل شيء في الأفق: المدارس، والمستشفيات، والطرق، والإمدادات الغذائية، حتى تسببت في إنفاد الطعام. لكن اليمن لديها الآن حكومة شرعية جديدة.. ولذا على السعوديين، الآن، إما اتباع الشروط التي ستُطرح عليهم، أو أنهم سيفقدون حربهم بشكل كامل.
 
ولفت ان المفاوضات اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، باءت بالفشل. طالب السعوديون من الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح الاستسلام التام، وتسليم صنعاء كاملة، وإعادة هادي رئيساً للبلاد، وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة. لكن الجانب الحوثي/ صالح لن يوافقوا، أبداً، على مثل هذه الشروط، ويضعوا رقابهم تحت رحمة عدو حاقد.
 
وعندما فشلت المفاوضات، أعادت قوات الجيش اليمني والحوثيين غزو المملكة العربية السعودية. وعلى طول الحدود السعودية اليمنية (200 كم) من البحر الأحمر إلى داخل البلاد شرقاً، غزت القوات اليمنية في البداية 6 مواقع 20 كم في العمق السعودي.
 
وأظهرت لقطات منها، على مرأى، المدينة السعودية نجران، مع نصف مليون نسمة، وقصفت محطة الكهرباء والثكنات العسكرية.
 
لكن الشيء اللافت والمضحك جداً، كما اعتبره الموقع الأمريكي، البيان المشترك الذي صدر الشهر الماضي من قبل حكومات المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، مطالبين فيه: "يجب أن لا يهدد الصراع في اليمن الجيران" (..).
 
لافتاً، أن النكتة هي: غزو السعودية اليمن أمر جيد، أما الرد بالمثل، أمر غير جيد وغير مقبول"(..)
 
جدد السعوديون هجماتهم الجوية على صنعاء العاصمة والمدن اليمنية الأخرى. وتم، بالفعل، قصف أهداف عسكرية في صنعاء، على الأقل، مرتين. الهجمات الحالية لا معنى لها، بل هي حملة إرهابية خالصة.
 
قبل يومين ضربت غارة جوية مزدوجة مدرسة بالقرب من مدينة في شمال اليمن صعدة. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها تلقت 10 حالات وفاة و28 حالة إصابة، كلهم أطفال عمرهم بين 8-15 سنة.
 
فيما سارع السعوديون بالنفي القاطع، بأن المدرسة قد تضررت. زاعمين أن الأطفال ذوي 8 سنوات، والذين يعانون من سوء التغذية، كانوا في معسكر تدريب عسكري.. تعلموه من أصدقائهم الصهاينة الجدد.
 
علاوة على ذلك، رد السعوديون "بوقاحة" فظيعة على تقارير أطباء بلا حدود، بعد قصفهم المدرسة: "كنا عن نأمل من منظمة أطباء بلا حدود أن تتخذ تدابير لوقف تجنيد الأطفال للقتال في الحروب بدلاً من التباكي عليهم في وسائل الإعلام" (..).
 
دمرت السعودية، هذا الشهر، جسراً مهماً عن طريقه يدخل إلى صنعاء 90% من احتياجاتها الغذائية. وهذا الأسبوع ضربت غارة جوية سعودية مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في حجة، مما أسفر عن مقتل 31 مدنياً، على الأقل، بينهم موظفو المستشفى، كما أصيب آخرون بجروح.
 
فيما يستغل العاهل السعودي المناسبات لتسليم راتب إضافي كمكافأة للجنود المشاركين في الحرب على الحدود السعودية.
 
ابتز السعوديون الأمم المتحدة، بموافقة الولايات المتحدة الصامتة، لعدم اتهام المملكة العربية السعودية بأي أعمال وحشية وجرائم فيما يتعلق بحربها. علاوة على ذلك، هددت بوقف جميع المعونات لجميع برامج الأمم المتحدة. تقارير الأمم المتحدة، ذات الصلة، تم إزلتها قبل نشرها. لن نستطيع أن نرى أي تعليقات من الأمم المتحدة بشأن "الغارات الجوية السعودية" بعد الآن.
 
قبل الحرب كان اليمن، بالفعل، فقيرًا جداً، لكن الآن أصبح أكثر فقراً، حيث يتم تدمير معظم البنية التحتية، وسويت جل المصانع، تقريباً، بالارض. البلاد تحت حصار شامل. الاقتصاد في حالة يرثى لها. الناس يموتون من الجوع.. حوالى 80٪ من السكان في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
 
لكن، وعلى الرغم من كل ذلك، كما يلفت الموقع الأمريكي، لم يستسلم ولن يستسلم اليمنيون. بالنسبة لهم لم تبدأ الحرب بعد، ولن ينهوها إلا بشروطهم. علاوة على ذلك، استمر اليمنيون بالرد على الهجمات السعودية على اليمن بشن هجمات في المملكة العربية السعودية.
 
ويضيف الموقع الأمريكي: في ظروف غامضة، تظهر صواريخ جديدة من صنع محلي، من العدم، وتضرب القوات السعودية ومنشآتها.
 
مشيراً، ان كل الهجمات البرية السعودية في اليمن، انتهت بالفشل. وظفت السعودية محاربين مرتزقة من مختلف البلدان الأفريقية وأمريكا الجنوبية، لكن كل ذلك انتهى بمجرد دخولهم المرتفعات اليمنية المركزية. حلفاؤهم اليمنيون المدفوعين أجراً لا يعول عليهم، فقط تنظيم القاعدة في اليمن حليف للسعودية الأكثر وثوقاً واعتماداً.
 
تواصل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لدعم المملكة العربية السعودية في ذبحها اليمنيين. توفر الولايات المتحدة الدعم الاستخباراتي واللوجيستي والتزود بالوقود جواً، على غرار كميات الأسلحة الكبيرة.
 
منذ وصول أوباما إلى السلطة، باعت أمريكا أسلحة للمملكة العربية السعودية بقيمة 111 مليار دولار. سبعة في المئة فقط من قيمة بيع الأسلحة يصل مباشرة إلى خزينة وزارة الدفاع الأمريكية. أما الباقي فيذهب إلى الجنرالات المتورطين بهذه الصفقات، وجنرالات البنتاغون والولايات المتحدة أصحاب النفوذ، وقتل السعودي اليمنيين مربحة للغاية.
 
لكن وعلى الرغم من كل ذلك الدعم الهائل، إلا أن السعوديين يخسرون الحرب. ليس فقط لأنها مكلفة للغاية لتوظيف جميع المرتزقة والمتخصصين الأمريكيين للحفاظ على أسلحة السعودية، ولكن الخسائر المادية للأسلحة باهظة الثمن جداً. قد فقدت أكثر من 50 دبابة قتال رئيسية جراء الهجمات اليمنية، على غرار المزيد من المدرعات والمركبات العسكرية التي انتهت تحت نيران الهجمات اليمنية.
 
عندما ترى لقطات الفيديو الطويلة تظهر الحوثي والقوات الموالية تفوز، تقريباً، بكل مشاركة. باختصار الجنود اليمنيون أفضل وأشجع من الجنود السعوديين.
 
على الجانب السياسي، هزم اليمنيون السعوديين وحكومة هادي الموالية لهم. ففي أواخر يوليو الحوثيون والرئيس السابق صالح ومؤيدوه، شكلوا رسمياً "المجلس السياسي الأعلى" المشترك.
 
وعلى الرغم من الهجمات السعودية في صنعاء، إلا أن البرلمان عقد جلسة وصوت بالإجماع لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث يتكون البرلمان من 301 عضو، 26 لقوا حتفهم. مجموع المتبقي هو 275، والنصاب القانوني هو نصف ذلك (138). وحضر البرلمان أكثر من ذلك وهم 142 وصوتوا بالإجماع على تشكيل حكومة جديدة.
 
وكانت وكالة الأنباء الصينية شينخوا من بين الذين كتبوا تقريراً لائقاً على انعقاد البرلمان: "إن مجلس النواب، يصادق ويبارك بالإجماع تشكيل المجلس السياسي الأعلى لحكم البلاد من أقصى الشمال إلى عدن جنوباً، ومن الشرق إلى الغرب مع الحدود اليمنية الرسمية". حيث صوت النواب الذين حضروا مع رئيسه يحيى الراعي بـ"نعم"، كما جاء في التلفزيون الحكومي".
 
اليمن لديها الآن حكومة جديدة، كونها رسمية وتم تشكيلها من تصويت البرلمان يعطيها ما يكفي من الشرعية لتكون مقبولة من قبل معظم اليمنيين. ومن الصعب عدم الاعتراف بها.
 
ووفقاً للدستور اليمني، انتهت ولاية الرئيس هادي المنتخب توافقياً عام 2012 وأصبحت الآن غير شرعية، لكن وزير الخارجية البريطاني يحاول ويصر مع ذلك على الشرعية الدستورية لهادي الذي أصبح غير شرعي بالفعل: "إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الإجراءات التي تتخذها بعض عناصر من الحوثيين، والمؤتمر الشعبي العام، وحلفائهما في تحد للدستور اليمني وعملية الأمم المتحدة، والتي تقوض احتمالات السلام".
 
وعلى الرغم من كل ما لديهم من أسلحة وأموال وأدوات الغطرسة، إلا أن رعاة الإبل (السعوديين) يخسرون مرة أخرى ضد شعب اليمن.
 
لقد كان الرئيس السوري بشار الأسد منصفاً عندما وصف ذات مرة مهرجي الأسرة الحاكمة السعودية بـ"أنصاف الرجال".
 
ولذا يجب على آل سعود الخروج من اليمن وإنهاء الحرب وتعويض اليمنيين، وإلا فإن اليمنيين سيبدأون في الاستيلاء على المدن السعودية. فلديهم ما يكفي من القوة للقيام بذلك، ولديهم إيمان قوي ووسائل عسكرية لتحقيق ذلك.
 
وستكون تلك خسارة ضخمة ونهاية مأساوية لسمعة وحياة وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان السياسية.

*للإطلاع على المصدر الأصلي للمادة إضغط هنــا