فورين بوليسي: بان "هدد" السعودية بإعادتها وحلفائها إلى القائمة السوداء
وفقاً لتقرير بمعلومات حصرية لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، هدد بان كي مون الرياض وحلفاءها بإعادتها مرة أخرى إلى القائمة السوداء للدول التي تقتل وتشوه الأطفال في مناطق الحرب، في ضوء ما تسببت حملة الغارات الجوية الأخيرة التي شهدت تصعيداً كبيراً من وفيات وإصابات للمدنيين معظمهم من الأطفال. وتكشف المجلة عن تفاصيل جديدة بتنازلات قدمتها الأمم المتحدة للسعوديين على صلة.
نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن مسئولين كبار في الأمم المتحدة، أن بان كي مون، هدد بإعادة التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن إلى القائمة السوداء للدول والجماعات الإرهابية التي تقتل أو تسبب معاناة شديدة للأطفال في مناطق الصراع، ما لم تتوقف الرياض عن القصف العشوائي على المدارس والمستشفيات.
وكشف مسئولو الأمم المتحدة للمجلة، أن التهديد، الذي جاء في رسالة صادرة من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الرياض في وقت مبكر (الخميس 18 أغسطس/آب 2016)، في أعقاب تقارير تفيد بأن قوات التحالف التي تقودها السعودية قصفت الأسبوع الماضي مدرسة، شمال اليمن، مما أسفر عن مقتل 10 أطفال، على الأقل، وإصابة 28 آخرين.
وكشفت المجلة، أن هذه الخطوة تعكس عمق الإحباط من بان كي مون، وكبار مستشاريه، أن الجهود الدبلوماسية المكثفة لإقناع السعودية وحلفائها لضمان حماية الأطفال فشلت في كبح الهجمات الجوية في اليمن.
وترى "فورين بوليسي"، أن تلك الخطوة من المرجح أن تمهد الطريق لمواجهة كبرى بين الأمم المتحدة وكبار المسؤولين من المملكة العربية السعودية، الذين هددوا بقطع مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات إلى الأمم المتحدة إذا لم يتم إزالة التحالف من القائمة وفقاً لمصادر الأمم المتحدة.
وأثار سخط الأمين العام من تصاعد الهجمات الجوية والقتال البري في اليمن وعلى الحدود السعودية - اليمنية منذ نهاية محادثات في الكويت في 6 أغسطس، وفقاً لبيان صدر، الأربعاء، عن مكتب بان كي مون.
وانتقد التقرير الأخير، الذي صدر في أواخر شهر مايو، بشكل حاد، الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، حيث يقول التقرير، إن التحالف مسؤول عن نحو 60 في المئة من 1953 حالة وفاة وإصابات الأطفال في اليمن خلال العام الماضي.
وهددت الرياض بقطع مئات الملايين من الدولارات، في شكل مساعدات، إلى الأمم المتحدة إذا لم يتم إزالة التحالف من القائمة السوداء. ورداً على تهديدات السعودية، وافق بان، على مضض، في أوائل يونيو حزيران، على إزالة التحالف من القائمة السوداء.
وأثار قرار بان كي مون بإزالة التحالف العسكري من القائمة السوداء، موجة مكثفة من الانتقادات من جماعات حقوق الإنسان، الذي اتهم بان بالتضحية بمبادئ حقوق الإنسان للأمم المتحدة لتهدئة حكومة قوية. لكن بان دافع عن القرار، قائلاً إنه ملتزم بما توصل إليه التقرير الأساسي أن التحالف قتل مئات الأطفال في مسار الحرب.
وفي تنازل للمملكة العربية السعودية، بحسب ما كشفته "فورين بوليسي" اقترح بان كي مون على مستشاريه، بأن تنشئ الأمم المتحدة اثنتين من القوائم السوداء، واحدة للدول الأعضاء التابعة للأمم المتحدة والأخرى للإرهابيين وغيرها من الجماعات المسلحة من غير الدول. بهذه الطريقة، ستكون الحكومات بمنأى عن أية مهانة يجري جمعها في نفس فئة الجماعات الإرهابية.
ولفتت المجلة أنه، قبل آخر حملات القصف هذا الأسبوع، كان مكتب بان كي مون قد توصل إلى تفاهم غير رسمي مع المملكة العربية السعودية، بعدم إدراجها في القائمة السوداء للأمم المتحدة حتى العام المقبل. لكن المسؤولين يقولون، إن المزاج العام في الأمم المتحدة وكبار مستشاري بان، بما في ذلك ليلى زروقي، تحول في الأسبوع الماضي، والآن يلوّحون بالتهديد لإعادة الرياض وحلفائها إلى قائمة العار إذا لم يتوقفوا عن القصف العشوائي للمستشفيات والمدارس والأطفال.