مقال- تحول دولي لافت من الحوثيين وصالح

يظهر من ردود الفعل الدولية الصادرة - إلى حد الآن - على خطوة المؤتمر الشعبي والحوثيين، إنشاء المجلس السياسي الأعلى، خفوت درجة الانتقاد الدولي للخطوة لدرجة أضفت بعض المصداقية على اتهامات إخوانية سابقة لسفيرة الاتحاد الأوروبي في اليمن بدعم وفد الحوثيين وصالح في مفاوضات الكويت، بل والتلميح بعلاقتها بإعلان المجلس الأعلى.

ظهر ذلك في تجنب غالبية القوى الدولية الفاعلة إصدار مواقف قوية منددة بالخطوة أو تحدد موقفها النهائي من المجلس، مفضلة التريث وعدم تكرار خطأ القرار 2216، الذي أدى إلى دوران مفاوضات السلام في حلقة مفرغة، بل يوحي البرود الدولي وكأن هناك رغبة في ترك الباب موارباً أمام إمكانية التعامل مع المجلس مستقبلاً في حال كان له تأثير كبير في موازين القوى على الأرض.

باستثناء موقف ولد الشيخ المسيَّر من السعودية، وتركيا - التي يسيطر عليها الإخوان - تجنبت غالبية الدول، وبالذات المنضوية في مجموعة الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في بلادنا، اتخاذ مواقف شديدة من المجلس الجديد، فبيان الخارجية الأمريكية يعرب عن القلق البالغ من الخطوة، لكنه يتجنب إدانتها، كما يعتبر أنها تحيد عن جوهر المفاوضات، لكنه لا يعتبرها نسفاً لها.

أما موقف الاتحاد الأوروبي، فكان لافتاً أنه جاء كتصريح صحفي على لسان متحدث باسم الاتحاد - طلب عدم نشر اسمه - وليس كبيان رسمي صادر عن الاتحاد، بصورة توحي بأنه موقف أوروبي غير رسمي، ولولا أنه نشر في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) لما التفت إليه أحد، إضافة إلى اعتبار المتحدث باسم الاتحاد الخطوة تندرج ضمن الأعمال الأحادية التي تنتهك المرجعيات الثلاث، وكان لافتاً هنا عدم اقتصار دعوة المتحدث الأوروبي لأنصار الله والمؤتمر بالامتناع عن جميع الأعمال الأحادية التي تنتهك المرجعيات، بل شملت الأطراف الأخرى، ما يوحي أن الاتحاد الأوروبي يرى أن هناك خطوات اتخذها الطرف الآخر لايقل تأثيرها السلبي على المفاوضات عن خطوة تشكيل المجلس الأعلى.

يبدو جلياً أن هناك رفضاً دولياً في الانسياق وراء رغبة حكومة هادي في اعتبار تشكيل المجلس الأعلى نسفاً للمفاوضات، بل إن الموقفين الأمريكي والأوروبي، يظهران تمسك مختلف القوى باستمرار مفاوضات الكويت عبر التأكيد على مواصلة دعم جهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إضافة إلى الدعوة لمواصلة المفاوضات - وكأن شيئاً لم يحدث - ما يرجح استمرار المفاوضات، أو في أسوأ الأحوال، الإعلان عن تعليق مؤقت لها إلى حين انتهاء نوبة غضب الرياض ومن في فنادقها.

لكن المهم في الأمر أن هناك تحولاً لايمكن أن تخطئه العين المجردة في الموقف الدولي مما يجري في اليمن، وبالذات فيما يتعلق بطريقة التعاطي الخارجي مع الحوثيين وصالح.. ويبدو أن وفد صنعاء تمكن من استغلال وجوده في الكويت لإيصال رؤيته وموقفه من القضايا المختلفة بصورة واضحة ومقبولة للغرب، متمكناً من اختراق العزلة التي فرضتها السعودية عليه طيلة العام الأول من العدوان، وهذا الأمر قد يحدث تغييراً غير متوقع في مسار الأحداث خلال الأشهر المقبلة.

[email protected]

* عبدالعزيز ظافر معياد، كاتب وباحث من اليمن

اقرأ أيضاً للكاتب: