سلفا كير يعزل نائبه في خطوة قد تشعل حربا

عين سلفا كير رئيس جنوب السودان يوم الاثنين بديلا لنائبه وخصمه ريك مشار بعد ايام من معارك دامية بين قوات الرئيس ونائبه في العاصمة جوبا وعلى غثرها ظهرت خلافات في حركة مشار الذي اتهم فيها سلفا كير بالمسئولية واستقطاب قيادات داخلها إلى صفه. 
 
قرار سلفا كير جاء بعد بعد أيام من بروز خلافات داخل حركة ريك مشار إلى العلن عندما عين مائة من كوادر الحركة وزيرا من صفوفهم في منصب نائب الرئيس بالوكالة وكان هو نفسه من أعلن سلفا كير تعيينه نائبا بدلا عن ريك مشار.
 
وقال كير في مرسوم تلي على التلفزيون الرسمي يوم الاثنين "بخصوص تعيين النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان" إنه عيّن الجنرال تابان دنق نائبا أول له.
 
وقالت رويترز ان قرار سلفا كير "خطوة قد تقوض اتفاق السلام الذي أبرم في العام الماضي وتعيد إشعال الحرب في البلاد".
 
وكان مشار اقال الجمعة دنق غاي من مهامه الوزارية في بيان، لكن قسما من الحركة رفض بشكل مسبق "اي محاولة او تآمر لتغيير شكل فريقنا القيادي" حسبما أوردت وكالة فرانس برس. 
 
وعين نحو مائة من كوادر حركة التمرد السابق، في اليوم التالي مباشرة السبت، وزيرا من صفوفهم في منصب نائب الرئيس بالوكالة في غياب "زعيمهم". وقال احد هذه الكوادر حزقيال لول غاتكوث للصحافيين اثر اجتماع في احد فنادق جوبا ان تابان دنق غاي وزير المناجم الحالي في حكومة الوحدة الوطنية "عين في منصب نائب رئيس جمهورية جنوب السودان".
 
وصرح دنق غاي يوم السبت "انا املا الفراغ لاغير. واذا عاد رياك مشار (الى جوبا) غدا، فسانسحب بكل سرور اذا كان ذلك سيجلب السلم لجنوب السودان" مؤكدا تصميمه على العمل من اجل السلام.
 
وجاء قرار كير الاثنين مؤيدا لخيار هؤلاء "الأقلية" ما يعزز من شكوك ريك مشار وأنصاره أن كير ينفذ خطة لشق الحركة والتخلص من نائبه القوي.
 
وفر مشار من جوبا في غمرة المواجهات الدامية التي اندلعت بين قواته وقوات الرئيس سلفا كير بين الثامن والحادي عشر من تموز/يوليو.
 
ومن شأن تعيين تابان دنق غاي أن يضفي مزيدا من الغموض على الوضع في جوبا.
 
واوضح الفريد لادو غوري نائب رئيس حركة رياك مشار، السبت في جوبا انه يتعين ان يكون هناك ممثل للمعارضة في المباحثات مع الرئيس سلفا كير مضيفا ان ريك مشار "هو زعيم حركتنا".
 
واضاف "حيثما كان حاليا هو لا يوجد هناك برغبة منه بل بسبب الظروف التي تتجاوز ارادته وارادة حركتنا".
 
وطلب كير الأسبوع الماضي من مشار العودة الى جوبا لمتابعة تنفيذ اتفاق السلام الموقع في اغسطس/ آب 2015 لانهاء الحرب الاهلية المدمرة التي بدات في كانون الاول/ديسمبر 2013 بعد ان اتهم نائبه مشار بمحاولة الاطاحة به.
 
لكن مشار الذي تؤكد اوساطه انه لا يزال "في انحاء" جوبا، يعتبر ان امنه غير مضمون في العاصمة ويشترط لعودته نشر قوة تدخل اقترحتها دول المنطقة وتم اقرار مبدئها خلال القمة الاخيرة للاتحاد الافريقي في كيغالي.
 
وتعرض منزل مشار للتدمير الكامل خلال المعارك التي خلفت 300 قتيل على الاقل واظهرت فيها قوات كير تفوقا عسكريا على انصار مشار وخصوصا باستخدام مروحيات قتالية ودبابات.
 
وكان مشار عاد الى جوبا في نيسان/ابريل حيث تولى مجددا منصب نائب الرئيس وشكل مع كير حكومة وحدة وطنية.
 
واظهرت معارك يوليو/ تموز التي تزامنت مع الذكرى الخامسة لاستقلال جنوب السودان، ان توقيع اتفاق السلام لم يخفف البتة من العداء بين المعسكرين.