41 قتيلا و239 جريحا في اعتداءات مطار اسطنبول

قتل 41 شخصا بينهم 13 اجنبيا واصيب 239 آخرون بجروح مساء الثلاثاء في اعتداء نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول، بحسب حصيلة رسمية جديدة للاعتداء الذي اثارت مشاهده الصدمة ويحمل على ما يبدو بصمات تنظيم الدولة الاسلامية.

وهو الهجوم الأكثر دموية الذي تشهده المدينة التركية التي سبق ان استهدفت ثلاث مرات في العام الحالي واعلنت الاربعاء يوم حداد وطني.

واعلن مكتب محافظ اسطنبول الاربعاء ان 13 اجنبيا قتلوا وان 130 جريحا لا يزالون في المستشفيات.

وبين الاجانب ال13 خمسة سعوديين وعراقيان وتونسي واوزبكستاني وصيني وايراني واوكراني واردني، بحسب مسؤول تركي.

من جانبه، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء "ان فرنسيين اصيبا بجروح طفيفة" جراء الاعتداءات.

وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم ليلا للصحافيين من موقع الهجوم "الأدلة تشير إلى داعش".

وحتى عصر الاربعاء لم ترد اي معلومات عن جنسية المهاجمين. وكان محافظ اسطنبول واصب شاهين قال للصحافيين ليلا ان "ثلاثة انتحاريين" نفذوا الاعتداءات.

وكشفت صور وتسجيلات فيديو تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي عن كرة نار ضخمة على احد المداخل، فيما حاول عناصر امن اجلاء الركاب المذعورين الذين كانوا يصرخون في الممرات.

وبدا في احد الاشرطة المصورة المروعة احد الانتحاريين وهو يتلوى ارضا بعد اصابته برصاص شرطي قبل ان يفجر حزامه الناسف.

وبحسب السلطات، فإن انفجارات وقعت بداية عند مدخل محطة الرحلات الدولية نحو الساعة 22,00 (19,00 ت غ). وعمد ثلاثة مهاجمين الى إطلاق النار بالرشاشات على مسافرين وشرطيين أثناء خدمتهم، قبل ان يتم الرد عليهم ثم يفجر الانتحاريون أنفسهم.

ويذكر اسلوب تنفيذ الهجوم باعتداءات باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي (130 قتيلا) وبروكسل (32 قتيلا في المترو والمطار) في آذار/مارس.

وحض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي على "مكافحة مشتركة" للارهاب.

واضاف ان "هذا الهجوم الذي جرى خلال شهر رمضان، يظهر أن الإرهاب يضرب من دون أي اعتبار للمعتقد أو للقيم".

ووردت تغريدة على حساب مطار بروكسل على "تويتر" جاء فيها "افكارنا تتجه الى ضحايا هجوم مطار اسطنبول".

- كرة نار هائلة -

ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بشدة" اعتداء اسطنبول، واصفا إياه بـ"العمل الفظيع" وداعيا الى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الارهاب.

في واشنطن، دان متحدث باسم البيت الابيض الهجمات "المشينة"، مؤكدا دعم واشنطن لانقرة. كذلك دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الهجوم الإرهابي"، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة أعمال مماثلة.

ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "في برقية بعث بها للقيادة التركية الهجوم الارهابي".

ساد الذعر محطة الرحلات الدولية في المطار بعد سماع انفجارين عنيفين تلاهما اطلاق نار.

وشاهد مصور وكالة فرانس برس جثثا مغطاة في المطار الذي تناثرت فيه حقائب سفر خلفها اصحابها، وسط انتشار مئات عناصر الشرطة والاطفاء.

وقالت اليابانية يومي كويي لفرانس برس "كنت انتظر رحلتي الى طوكيو عندما بدأ الناس فجأة بالفرار فتبعتهم. سمعت طلقات نارية وساد الذعر".

كذلك روت الصومالية عطفة محمد عبد الله لفرانس برس انها شاهدت مهاجما "كان يضع شالا ورديا وسترة قصيرة خبأ (تحتها) بندقية اخرجها وبدا يطلق النار على الناس".

ونقلت التلفزيونات صورا لحالة الفوضى امام مستشفى بكركوي الكبير قرب المطار الذي توافد اليه افراد سعيا الى الحصول على معلومات عن اقاربهم. كما زار يلديريم المطار ليلا وسط حماية مشددة.

- بين المتمردين الأكراد والجهاديين-

وعلقت جميع الرحلات المغادرة من المطار، أكبر مطارات تركيا والحادي عشر في العالم، والذي مر عبره في العام الماضي 60 مليون مسافر.

ثم استؤنفت حركة الطيران وتم اصلاح قسم من الاضرار سريعا فيما لم تشهد حركة تسجيل الركاب الاربعاء اضطرابات بحسب مراسل فرانس برس.

على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد المتصفحون التقارب المفترض بين النظام التركي الاسلامي المحافظ وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا المجاورة، وهي نظرية ينفيها المسؤولون الاتراك باستمرار.

وغرد فهيم تاشتكين على "تويتر" قائلا "القتلة الذين دربتموهم وتساهلتم معهم يرتكبون المجازر".

وتعرضت اسطنبول وانقرة منذ العام الفائت لسلسلة اعتداءات خلفت نحو مئتي قتيل ومئات الجرحى واشاعت اجواء من انعدام الامن.

واستهدفت الاعتداءات قوى الامن التركية اضافة الى مناطق سياحية وتسببت بتراجع فوري للسياحة.

ونسبت اما الى تنظيم الدولة الاسلامية الذي لم يتبن ايا من الاعتداءات واما الى المتمردين الاكراد.