روسيا تحذر من أية استفزازات لإفشال عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثاته مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح في موسكو من أية استفزازات لإفشال عملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك الجمعة :إن البلدين يرحبان بالخطة الدولية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، كما يدعوان الى عقد مؤتمر "جنيف-2" الخاص بسورية في أسرع وقت ودون شروط مسبقة. وأضاف تدعو روسيا والكويت الى عقد المؤتمر الدولي الخاص بالتسوية السورية في أسرع وقت ممكن دون أية شروط مسبقة، هدفه الوحيد يكمن في التنفيذ الكامل للاتفاقيات التي تضمنها بيان جنيف الصادر 30 يونيو/حزيران من العام الماضي. وتؤمن روسيا بأن نجاح المؤتمر يتطلب ضمان مشاركة جميع الأطراف التي تؤثر في تطورات الأوضاع في سورية وحولها فعلا. والشيء الأهم هو العمل على أن يكون وفدا الطرفين السوريين يمثلان جميع أطياف المجتمع السوري". اجراءات تأديبية .. وذكر الوزير الروسي أن هناك جهات في صفوف المعارضة السورية "المتعنتة" وفي دول أخرى تسعى لإفشال "جنيف-2" وتنفيذ استفزازات جديدة باستخدام السلاح الكيميائي، بغاية تحميل الحكومة السورية مسؤوليتها ودفع الدول الغربية الرئيسية الى العودة لطريق التهديد باستخدام القوة. وأعرب عن أمله في وجود "إجراءات تأديبية" ضد معارضي المبادرة الروسية-الأمريكية بشأن السلاح الكيميائي، وفي أن يوقف هؤلاء أعمالهم الرامية لنسف المؤتمر. وقال: "أريد أن أعيد الى أذهان الجميع من يريد إحباط عملية نزع السلاح السوري، أن القرار الدولي رقم 2118 يحمل مسؤولية ضمان أمن العملية والتنفيذ الكامل لقرارات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومجلس الأمن، ليس على الحكومة السورية فحسب، بل وعلى دول أخرى، وقبل كل شيء، على الدول المجاورة لسورية التي يمنعهم القرار من استخدام أراضيها لأية تلاعبات بالأسلحة الكيميائية". وأضاف، أن جميع الأطراف التي تتحدى مطالب الأمم المتحدة، يجب أن تدرك أنها ستتحمل مسؤولية ذلك. وتابع أن ذلك يضع أيضا مسؤولية هائلة على عاتق الدول التي ترعى مختلف مجموعات المعارضة السورية، وعليها أن تضمن تطابق أعمال هؤلاء المعارضين مع متطلبات القرار الدولي. المعارضة تتدرب في افغانستان وذكر لافروف أن هناك معلومات تشير الى خطط لجماعة "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" لنقل مواد سامة وخبراء كيميائيين الى أراضي العراق لتنفيذ أعمال إرهابية هناك. وأكد ان أنباء ظهرت مؤخرا عن استخدام بعض المناطق في أفغانستان التي لا تخضع لسيطرة حكومة كابل، من قبل دول ثالثة، لتدريب مقاتلين من أجل إرسالهم لمحاربة النظام السوري بالإضافة الى تدريبهم على استخدام مواد سامة. مشاركة إيران في "جنيف 2" ضرورياً وأوضح أن الحجج التي استخدمت سابقا لإبعاد طهران عن المؤتمر كانت غريبة، مضيفا أنه يتم استبدالها حاليا بمواقف واقعية بشكل أكثر. ورجح أن يكون سبب ذلك يكمن في البوادر الإيجابية التي طرأت على مسار تسوية القضية الإيرانية. وشدد قائلا: " تبقى مشاركة إيران في مؤتمر جنيف عاملا ضروريا، مثل مشاركة الدول الأخرى المؤثرة في مختلف المجموعات السورية". مماطلة حول عقد "جنيف 2" وأعرب لافروف عن أمله في أن تتم إزالة جميع العراقيل المصطنعة على طريق عقد المؤتمر الدولي الخاص بجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، وذلك في سياق الجهود السلمية في سورية. واعتبر أن تحقيق التقدم على اتجاهي تدمير الأسلحة الكيميائية السورية وعقد مؤتمر "جنيف-2"، يجعل مسألة عقد المؤتمر الخاص بأخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، أكثر إلحاحا. وقال: "لقد كانت المماطلة في التحضير لهذا المؤتمر عاملاً غير بناء، نظرا لضرورة إيجاد تسوية لمجمل القضايا المعقدة في الشرق الأوسط. ونعول على أن جميع الجهات المعنية ستزيل العراقيل والحواجز الاصطناعية، من أجل عقد هذا المؤتمر". الصباح يشيد بالدور الروسي. بدوره قال وزير الخارجية الكويتي إن القضية السورية احتلت مساحة واسعة من مباحثاته مع نظيره الروسي. وأعرب عن أمله في أن تسفر الاتصالات المكثفة على المستوى الدولي عن عقد اجتماع "جنيف-2" في أقرب وقت، وأن يستطيع ممثلو الشعب السوري أن يرسموا مستقبلهم بأنفسهم. وتابع الصباح أن بلاده تعمل أيضا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لاستضافة المؤتمر الثاني للمانحين لتخفيف المعاناة الكبيرة للشعب السوري داخل سورية وخارجها على حد سواء. وأشاد الوزير بالجهود الروسية فيما يخص الملف الكيميائي السوري، قائلا إن بلاده تقدّر كثيرا دور روسيا في التوصل الى الاتفاق بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية وتجنيب المنطقة العمل العسكري. المصدر: روسيا اليوم.