عمل إرهابي جديد في فرنسا، كيف غافل "العروسي" الرقابة الصارمة؟

الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أكد الثلاثاء من الاليزيه ان مقتل شرطي وصديقته في منطقة باريس يوم الاثنين هو "عمل ارهابي بلا شك" نفذه شخص معروف لدى الشرطة بسبب تطرفه. ونفذ العروسي جريمته بينما يخضع بالفعل لرقابة صارمة من قبل السلطات الأمنية في فرنسا.

شهدت فرنسا "عملا ارهابيا" اسفر عن مقتل شرطي وصديقته قرب باريس مساء الاثنين ونفذه شخص ذو ماض جهادي وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية، في وقت تنهمك قوى الامن في تأمين مباريات كأس اوروبا 2016 لكرة القدم.

والجاني، وفقا لوكالة فرانس برس، يدعى العروسي عبالة في الخامسة والعشرين من العمر، وقد قام بطعن شرطي بثياب مدنية امام منزله في منيافيل في غرب باريس في الساعة 19،00 تغ من مساء الاثنين قبل ان يتحصن داخل منزل الضحية.

وتمكنت فرقة من نخبة الشرطة من اقتحام المكان وقتله بعد ان ذبح صديقة الشرطي. ونجا ابنهما البالغ من العمر ثلاث سنوات "وهو بخير لكن بحالة صدمة" حسب ما قال النائب العام في باريس فرنسوا مولانس.

واوضح النائب العام الفرنسي ان العروسي "اخضع لرقابة هاتفية واخرى لتحديد امكنة تنقله" الا ان المعلومات التي جمعت عنه "لم تتح كشف اي عنصر يدل على انه يعد قريبا لعمل عنيف".

وقبل ان يقتل قال العروسي لعناصر الشرطة انه بايع تنظيم الدولة الاسلامية قبل ثلاثة اسابيع وانه كان يعرف ان ضحيته شرطي مع انه كان بلباس مدني، حسب ما قال مولانس.

ثم قطع العروسي الاتصال بالشرطة وهدد بنسف المنزل.

واضافة الى تغريدتين تبنى فيهما فعلته، نشر العروسي على صفحته على فيسبوك من منزل القتيلين شريط فيديو مدته 12 دقيقة تبنى فيه ايضا قتل الشرطي وصديقته.

وقال العروسي في هذا الشريط الذي شاهده الصحافي الفرنسي المتخصص في الشؤون الجهادية دافيد تومسون قبل ان يسحب "سنجعل من كاس اوروبا مقبرة".

وبعد ان انهى عناصر الشرطة عملية الاقتحام وجدوا في المنزل "لائحة اهداف تضم اسماء شخصيات عامة او مهنا معينة مثل موسيقيي راب وصحافيين وعناصر شرطة" حسب ما اضاف النائب العام مولانس.

متعطش للدماء

ويتحدر العروسي عبالة من مدينة مانت لا جولي الشعبية في غرب باريس وكان معروفا عنه قربه من التيارات الاسلامية الجهادية.

في عام 2011 اعتقل لمشاركته في خلية كانت تسعى لارسال متطوعين للقتال في باكستان. وقال في اتصال هاتفي مراقب لصديق له في تلك الفترة "يشهد الله انني متعطش للدماء".

في العام 2013 حكم على العروسي بالسجن ثلاث سنوات بينها ستة اشهر مع وقف التنفيذ في هذه القضية، واطلق سراحه على الفور بعد ان تبين انه امضى محكوميته خلال اعتقاله الموقت.

وخلال اقامته في السجن عرف عنه ميله الى الدعوة الاسلامية بين السجناء. ومنذ مطلع العام 2016 ركزت الشرطة على علاقة محتمله له بخلية تجند الشبان للقتال في سوريا.

واوضح النائب العام الفرنسي ايضا في هذا الاطار ان العروسي "اخضع لرقابة هاتفية واخرى لتحديد امكنة تنقله" الا ان المعلومات التي جمعت عنه "لم تتح كشف اي عنصر يدل على انه يعد قريبا لعمل عنيف".

واثار اطلاع الشرطة على العلاقة القديمة بين الجاني والجهاديين انتقادات في اوساط اليمين الفرنسي. وقال في هذا الاطار رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون المرشح لانتخابات اليمين التمهيدية للرئاسة في 2017 "على المحكومين بتهم الارهاب تنفيذ احكام السجن، بلا اي وقف للتنفيذ او افراج مشروط!" كما قال الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ان على الحكومة "رفع مستوى الحذر على الفور".

ورد رئيس الحكومة مانويل فالس بالقول ان اجراءات اتخذت على الفور لحماية عناصر الشرطة لكنه اكد "رفض اي اغراء باللجوء الى مغامرات خارج القضاء".

والتقى صباح الثلاثاء وزير الداخلية برنار كازنوف زملاء الضحيتين "المصدومين" في مركز شرطة مورو متوعدا "بشل قدرة اي متآمرين محتملين على الاذى".

في السنوات الاربع الاخيرة قتل سبعة شرطيين في هجمات اسلاميين في فرنسا، لكنها المرة الاولى التي يستهدف احدهم في منزله برفقة فرد من عائلته.

قال المسؤول النقابي ايف لوفيبر ان "جميع الشرطيين مصدومون. انها ماساة لم تحدث سابقا اطلاقا في فرنسا".

ومنذ اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر، تعيش باريس تحت تهديد الارهاب. وهي تستضيف في هذه الاجواء منذ العاشر من حزيران/يونيو مباريات كأس اوروبا لكرة القدم.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الرقة السورية هدد في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في تسجيل فيديو بان مقاتلين ناطقين بالفرنسية في صفوفه سيشنون هجمات على فرنسيين.

من جهة اخرى دان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الهجوم "باقسى العبارات". اضاف انه "يظهر لنا بعيد اعتداء اورلاندو المروع، العواقب الدامية للكراهية العمياء تجاه الاخرين وللايديولوجية المتطرفة".