الانتكاسة الأممية في اليمن: السعودية تحرق الأمين العام

توالت الانتقادات الحادة والردود العنيفة، فاتحة المجال أمام التوقعات الحثيثة بتعاقب ردود أفعال غير مسبوقة، منددة بانتكاسة غير مسبوقة في مسيرة المنظمة الدولية والالتزام تجاه حقوق الإنسان والشعوب الفقيرة، مقارنة بالاستسلام لمالكي ومصدري النفط في العالم.

في خطوة أثارت انتقادات حادة من المدافعين عن حقوق الإنسان، أقنعت المملكة العربية السعودية، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، شطبها من القائمة السوداء للأمم المتحدة للبلدان والمتمردين والجماعات الإرهابية التي انتهكت، بشكل فاضح، حقوق الأطفال.. رغم وجود أدلة متزايدة على أن حرب الرياض قتلت مئات الأطفال في اليمن، بحسب ما أفادته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (الاثنين 6 يونيو/ حزيران 2016).

- ردود عنيفة.. التلغراف: "لوبيات" ضغطت لشطب التحالف السعودي من "قائمة العار".. فيليب لوبيون: "انحطاط جديد"

وجاء رفع الأمم المتحدة، التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء بعد ساعات من احتجاج سفير المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، عن قرار الحظر ليشمل قوات التحالف التي تقودها السعودية، عن تلك الانتهاكات ضد المدنيين والأطفال.

التقرير - الذي تمت صياغته في المقام الأول من قبل ليلى زروقي، أمين عام الأمم المتحدة والممثل الخاص للأطفال والصراعات المسلحة - استشهد بـ"تصعيد مثير للقلق بشكل خاص في الصراع في اليمن" الذي شهد زيادة ستة أضعاف في عدد الأطفال الذين قتلوا وشوهوا.

- لماذا تراجعت الأمم المتحدة عن إضافة التحالف السعودي للقائمة السوداء؟

ومن أول الردود على قرار الأمم المتحدة رفع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء، قالت هيومن رايتس ووتش إن قرار رفع السعودية من القائمة السوداء "يفسد إرث الأمين العام في حقوق الإنسان".

وقال فيليب بولوبيون، نائب مدير في هيومن رايتس ووتش، إن قرار رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء "مقلق للغاية".

وكتب فيليب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مستوى جديد من الانحطاط في الأمم المتحدة، فيما يخص الانتهاكات السعودية ضد الأطفال في اليمن وتبييض تحت الضغط، السعودية بقوة على قائمة العار".

وأضاف فيليب: "تخبط صادم من قبل الأمم المتحدة لإزالة السعودية الآن من قائمة العار للانتهاكات ضد أطفال اليمن. تسييس عارٍ ومكشوف".

واستغربت أكشاي كومار مسئولة في منظمة هيومان رايتس ووتش، من قرار الأمم المتحدة، رفع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من قائمة العار، وقالت إن الوقائع والدلائل تشير بقوة أن السعودية تستحق أن تكون على قائمة العار للانتهاكات ضد الأطفال في اليمن.. فلماذا تستسلم الأمم المتحدة؟

من جانبه قال نائب المدير التنفيذي في هيومن رايتس ووتش، ايان ليفين: "سلوك شائن من قبل الأمم المتحدة، رغم الأدلة الوفيرة لجرائم السعودية في اليمن من هيومن رايتس والعفو الدولية والأمم المتحدة نفسها".

من جانبها كتبت شبكة Watchlist الرائدة في مجال حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية والمعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، في صفحتها بتويتر، أن قرار الأمم المتحدة رفع السعودية من قائمة العار يعد خيبة أمل.

من جانبه كتب صموئيل اوكفورد، مراسل شبكة فايس نيوز الأمريكية السابق في الأمم المتحدة على صفحته في تويتر: "تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن قرار رفع السعودية من القائمة السوداء "يفسد إرث الأمين العام في حقوق الإنسان".