المونيتور الأمريكية "تنسف" رواية دخول المكلا اليمنية: وساطة أقنعت القاعدة بالانسحاب وقتلى التنظيم (7) لا (800)

العملية العسكرية التي يُفترض أنها طردت تنظيم القاعدة من المكلا اليمنية عاصمة حضرموت.. وأعلنت خلال ذلك أرقام بالمئات (..) لأعداد القتلى الذين قيل إنهم لقوا مصرعهم، لم تعد - كما في أول الأمر وفي ظل الضجة الإعلامية التي رافقت وتبعت الحدث - محل يقين، وتسربت الشكوك كثيراً إلى الرواية الرسمية تباعاً.

كانت تقارير - وهي قليلة نوعاً ما ولكنها تتزايد الآن- أوضحت جوانب عدة تنسف أركان الرواية المعلنة. وصولاً إلى بيان القاعدة الذي أكد "إخلاء" المدينة دون قتال، وأن عدداً محدوداً من أفراده قتل. ونقلت "نيويورك تايمز" قبلها شهادات حول "انسحاب تكتيكي" من المدينة تلخص طبيعة ما حدث.

الجديد، كما تعرضه "المونيتور" الأمريكية في التقرير، الذي تعيد ترجمته ونشره وكالة خبر، ينسف الرواية المعلنة والأرقام المعطاة، ويفسد وليمة "انتصار" إعلامي بدرجة رئيسة. كما أنه يقدم أسباباً عملية وموضوعية للتشكيك في كل ما يُقال عقب ذلك والآن حول طبيعة العملية العسكرية والقوات الأمريكية والبريطانية والخليجية المتدفقة إلى اليمن وجنوب البلاد خصوصاً.

وفي النتيجة يخلص التقرير إلى التأكيد على أن القاعدة لم يكن يوماً أكثر قوة وانتشاءً كما حدث خلال الأشهر الـ12 الماضية، وهي بالتحديد فترة الحرب التي تقودها السعودية بدعم أمريكي وغربي على اليمن.

مبالغات

في أعقاب العملية العسكرية التي قادتها الإمارات وبمساعدة قوات يمنية ضد القاعدة في المكلا، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن "التحالف تمكن من قتل 800 عنصر من تنظيم القاعدة"، لكن هذا الرقم يبدو مبالغاً فيه جداً بالنظر إلى الأرقام التي حصلت عليها "المونيتور" من مصدر طبي مسؤول في المكلا، تفيد أن عدد القتلى الذين وصلوا إلى المستشفيات الحكومية بلغ حتى 28 أبريل الماضي 27 شخصاً، بينهم 5 مدنيين و14 جندياً من القوات اليمنية، و7 أفراد فقط من عناصر القاعدة، فيما بلغ عدد الجرحى من عناصر التنظيم 11 شخصاً و19 آخرين من المدنيين و29 من القوات اليمنية.

تكتيك

نقلت صحيفة "المونيتور" الأمريكية، عن رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد، أن طائرات الدرونز الأميركية ساهمت في جمع المعلومات عن وضع التنظيم في المكلا، وهو الأمر الذي انعكس على كفاءة إدارة المعركة.

وقال عبدالسلام محمد، إن القاعدة بعد هزيمته في المكلا سيعود، على الأرجح، إلى استراتيجيته القديمة، مجموعات مسلحة متناثرة وموزعة تقوم بعمليات مباغتة ضد الأهداف التي تريدها.

وساطة - انسحاب

ونقلت الصحيفة عن سكان من المكلا أن تنظيم القاعدة واجه جنود "التحالف" في شكل محدود، وأن وساطة قادها زعماء عشائر أقنعوا قادة في التنظيم بمغادرة المدينة، للحيلولة دون تدميرها، وقد انسحبوا بالفعل إلى ناحية محافظة شبوة الجنوبية.

انتعاش القاعدة

تقول الصحيفة الأمريكية: طلبت الإمارات العربية المتحدة، في 15 أبريل 2016، وهي شريك فاعل في التحالف، من واشنطن مساعدتها في عملية عسكرية ضد القاعدة في جنوب اليمن.

وتستدرك: لكن انتعاش تنظيم "داعش" عقب ما يوصف بـ"التحرير"، "وحضوره القوي في العاصمة المؤقتة عدن، أفزع أعضاء الحكومة والرئيس، وعمل على إعادتهم إلى المنفى في العاصمة السعودية التي سبق لهم أن التجأوا إليها في 25 مارس 2015 عقب اقتحام قوات الحوثيين مدينة عدن، بعد سيطرتهم على صنعاء وفرار هادي منها في 21 فبراير 2015".

وتقول الصحيفة، "إن هذا الفراغ قدم بذلك خدمة إلى تنظيم القاعدة الذي وجد أرضية خصبة ومالاً ليحكم سيطرته على مناطق في محافظتي أبين وشبوة وكل مدينة المكلا".

العمليات الأمريكية - الدرونز

وبدأت أمريكا عملياتها بواسطة طائرات الدرونز في اليمن عام 2002 وتمكنت من قتل زعماء التنظيم واحداً تلو الآخر، غير أنها بالمقابل قتلت عشرات من المدنيين في أهداف خاطئة. أبرزها ما حدث في محافظة البيضاء وسط اليمن حين قتل 13 شخصاً في غارة استهدفت عدداً من السيارات أثناء حفلة زفاف في 14 ديسمبر 2013.

فرصة الانتشاء والقوة في 12 شهراً

وتختم الصحيفة بالقول: المعركة ضد القاعدة لن تنتهي في الوقت الراهن، على الأقل، فالتنظيم الذي ظهر في اليمن قبل 20 عاماً، في وسعه فعل الكثير في المستقبل، فلديه مال وسلاح ومجندون أيضاً. فلم يكن التنظيم، أكثر قوة وانتشاءً مثل الـ12 شهراً الماضية، حيث سيطر على أراضٍ واسعة في جنوب اليمن، واستحوذ على موارد مالية هائلة.