محافظ عدن السابق: ماذا يحدث الان في عدن؟
لكي نفهم الخبريه بلهجة أهلنا في لبنان ( قامت السلطات العسكرية والأمنية والإدارية في عدن بترحيل 842 مواطناً يمنياً شماليا الى محافظة تعز ، وهي ليس المرة الاولى التي تقوم بها السلطات بعدن بمضايقة المواطنين وترحيلهم الى خارج حدود عدن ولحج ) انتهت الخبريه ، لكن.
شيء مُرعب ومُخيف ومُذهل ما يحدث الآن في عدن !!! ، نكاد لا نصدق الصورة التي تظهر أمامنا في شاشات اليوتيوب والانستجرام والفيس بوك والصحف الورقية وغيرها من وسائط الشبكة العنكبوتية ، ونحن نشاهد أطقم عسكرية تَدْعي انها تتبع لأجهزة أمنية وعسكرية في مدينة عدن ترافق سيارات مدنية ( باصات وهايلوكسات ) محملة بمواطنين يمنيين بسطاء ليتم ترحيلهم من عدن الى محافظة تعز والى بقية المحافظات اليمنية الأخرى ، والمبرر الذي يسوقه من أصدر القرار ان هؤلاء ابنا الشمال لا يحملون بطاقات هوية او إثبات شخصية.
- الوكالة الأمريكية: حملة اعتقالات وطرد واسعة ضد "اليمنيين الشماليين" في عدن
وان صح هذا الخبر الصادم فنحن اما قرار غير قانوني ولا انساني ولا ديني ولا أخلاقي ، بل اننا امام مشهد عُنصري خطير تقوم به السلطات المحلية المدنية والعسكرية والأمنية في عدن ، كون القافلة البشرية والموكب العسكري المصاحب لها تحركت من امام مبنى حكومي يرفرف عليه علم الدولة الشطرية البائدة التي كان يقودها الحزب الإشتراكي اليمني ذات يوم.
ولا أظن ان المنفذ البسيط الذي نفذ مُهمة الترحيل يدرك المخاطر القانونية الجسيمة المُترتبة على جرمٍ كهذا والتي تذكرنا بترحيل اليهود والإسماعيلين وبقية اليمنيين المُخالفين بالرأي والمذهب وحتى المنطقة من عدن في سالف الازمان ، وهو تاريخ بطبيعة الحال ليس ببعيد ، ولان ذاكرة صُنَّاع الأزمات في بلادنا معدومه فهم يكررون الخطيئة كل عقد او بضعة سنوات دون وعي او بصيره.
وأمام هذا الحدث الجلل نضع عدد من التساؤلات على جهات عده في بلادنا :
- ما هو موقف الحكومة (الشرعية) في الرياض مما يحدث في عدن ؟
- ماهو موقف الوفد المفاوض عنها في دولة الكويت وكيف سيبررون هذا الفعل الخطير امام الرأي العام اليمني والعربي والانساني ، او انهم سيكررون ذات الموقف المُخزي في تبرير الانزال الأمريكي بقاعدة العند؟
- ماهو موقف الإدارة الأمريكية الان من جريمة إنسانية خطيره تحدث بالقرب من مرابضهم بقاعدة العند اللحجية وهي لا تبعد عن عدن سوى 23 كم ويستطيعون إيقاف هذا القبح المشوه للإنسان من الناحية المعنوية ؟
والسؤال الأكثر وضوحاً ، هل يستطيع ( أمن ) عدن والجيش ( الوطني ) ان يتخذوا قراراً عُنصرياً بعيداً عن رضى ومُباركة دول العدوان المحتلة للجزء الجنوبي الغالي من اليمن مُنذ يوليو 2015م ؟
- اين علماء الدين وحملة الفكر والأقلام الحرة لمجابهة هذه الفتنة الخطيرة ؟
- أين هي الشخصيات السياسية المُعتقة والحراكية على وجه الخصوص من فعل عُنصري فاضح كهذا ؟
اليوم السكوت عن ما يحدث في عدن لا تتفق مع مقولة ( إذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب ) بل ان الصمت على ما يحدث تعد مشاركه ضمنية لكل ما يحدث في عدن والجنوب اليمني كله ومنها قضية التهجير القسري المَقيت لباعة الخضار والفواكه والباعة المتجولين وعمال البناء.
ان ما يحدث في عدن من إنعدام للأمن ، والإغتيالات للمسؤليين العسكريين والأمنيين وهي حوادث شبه يوميه وتُقيد ضد مجهول ، وتعثر تقديم خدمات الكهرباء ، المياه ، الدواء لأهلنا بعدن الجريحة ، وما شاهدناه من ترحيل مقزز لإنسانية اليمنيين ، وانهيار كلي لمؤسسات الدولة وأركانها هي من إفرازات الإحتلال السعودي الإماراتي المُباشر لعدن الآن ، والحمدلله دخلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا “العُظمى” على خط المحتلين الجدد لجنوب اليمن.
ليس هناك حل ناجع للقضية اليمنية الداخلية سوى مبداء الحوار الذي انطلق قِطاره في دولة الكويت الشقيق وندعو الله العلي القدير ان ينجح ، اما ما عداه فلكم ان تتذكروا مصير كل الغُزاة الأجانب من الأحباش والفرس والعثمانيين والبرتغاليين والبريطانيين فقد هُزموا ولا عزاء في هزيمة المحتلين الجدد.
﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾
رئيس جامعة عدن — محافظ عدن السابق
* رأي اليوم