إعادة توجيه المعركة في اليمن

مخاوف منزايدة من تزايد خطر "التنظيمات الإرهابية" في جنوب اليمن، والمؤشرات تواترت على رفع سقف التوقعات إزاء مكاسب "تفاهمات" مشتركة روسية أمريكية بشأن اليمن، و"ضرور" التصرف وإعادة توجيه مدخلات وإمكانات المعركة "قبل أن تتحول إلى سوريا ثانية".

وبالتوازي مع المخاوف الدولية، تفاعلت الضغوط الدولية باتجاه المملكة العربية السعودية مع دخول الحرب المدمرة التي تقودها الأخيرة ضد اليمن عامها الثاني ترافقاً وزخم كبير وغير مسبوق اكتسبته الجماعات الإرهابية المتطرفة.

وعبرت الولايات المتحدة الأمريكية، عملياً، عن المخاوف من خلال تصعيد الغارات الجوية التي تنفذها طائرات الدرون بعد توقف طويل مستهدفة مراكز وتجمعات ومقار ومعسكرات القاعدة من عدن وأبين إلى المكلا مروراً بحضرموت.

وأشار مراقبون إلى "استراتيجية" أمريكية ناشئة تتباعد عن التعويل والدعم المطلق طوال عام للحرب السعودية التي وفرت غطاءً ومتاحات خطيرة استغلها القاعدة وداعش وعززا من تواجدهما والتوسع الأفقي والرأي في أجزاء كبيرة من اليمن.

- لوس انجلوس: هجمات بروكسل وتحالف أوباما والسعوديين في اليمن (ترجمة)

توسع المتشددين في اليمن، علاوة على المأساة الانسانية الكبيرة وما خلفته الحرب السعودية المدعومة غربياً منذ عام في اليمن، يقرع أجراس الانذار بقوة في وجوه الحكومات الغربية التي يتوجب عليها أن تغير "سريعاً" من سياستها قبل فوات الأوان، حسبما شددت الغارديان البريطانية في مقالها الافتتاحي بوجهة نظرها من حرب اليمن في ذكرى مرور سنة.

واستقت وكالة خبر معلومات من "دوائر سياسية عليمة" حول انزياح امريكي بصورة أكثر واقعية إلى الرؤية الروسية حيال مخاطر الازدهار الذي تحققه الجماعات الإرهابية في اليمن، وعدن على وجه الخصوص.

متحدثة عن شق ثانٍ من تفاهم أمريكي روسي (مسبق) تضمن في شقه الأول، إيكال مهمة التدخل المباشر في سوريا لضرب التجمعات الإرهابية المدعومة من دول إقليمية إلى الروس بالتوازي مع ضغط أمريكي على حلفاء واشنطن في المنطقة لحمل المعارضين السوريين المدعومين من عواصم في الإقليم على الانخراط في محادثات سياسية في جنيف.

- نيويورك تايمز: "داعش" يملأ فراغ السلطة في عدن و"ضغط دولي على السعودية"

ويأتي في الجزء الثاني من حيثيات توافق روسي أمريكي ناجز؛ الضغط على السعوديين للخروج من مأزق اليمن ودفع حلفائهم اليمنيين نحو طاولة مفاوضات، إضافة إلى - وعلى خلفية مخاوف متزايدة من- خطر التوسع والتمدد الذي حققته الجماعات المتطرفة في اليمن خلال سنة من الحرب والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن وتتهم خلالها بصورة مباشرة وأخرى ضمنية على المستويات الرسمية وشبه الرسمية بإنشاء وتغذية تحالفات وحلفاء متشددين ومدهم بالسلاح والمال في اليمن.

يشار، في الصدد، إلى "تطور غير مسبوق" في هذا الصدد انتقل بالتوافق والتفاهمات الأمريكية الروسية إلى العلنية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن مضامين محادثات وتفاهمات ومشاعر بالقلق تقاسمها الطرفان الروسي والأمريكي يوم الأربعاء 30 مارس/ آذار 2016 خلال مباحثات رسمية في مقر الخارجية بالعاصمة موسكو.

وتحدث البيان صراحة عن توافق أمريكي روسي بصدد أخذ خطوات عملية قادمة للتصرف تجاه زيادة سيطرة القاعدة وداعش و"الجماعات المتطرفة الأخرى"، كما أسماها البيان في اليمن، قبل أن تتحول إلى جسر للأنسطة الإرهابية لتلك الجماعات. الأمر الذي يؤشر إلى تحركات في قادم الأيام أكثر من تصعيد غارات الدرون الأمريكية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، (الأربعاء 30 مارس/آذار 2016)، إن روسيا والولايات المتحدة تقاسمتا القلق "الهموم المشتركة" من تزايد سيطرة القاعدة وداعش في اليمن وليبيا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية، اطلعت عليه وكالة خبر، إن نائب وزير الخارجية الروسية، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشئون الشرق الأوسط وأفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، توماس شانون، أجريا مباحثات في وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء 30 مارس/ آذار 2016 "ركزت على منطقة الشرق الأوسط بما فيها اليمن وليبيا".

وأكد الجانبان، الروسي والأمريكي، "على أهمية تنظيم خطط مضادة فعالة ضد المتطرفين قبل تحويل هذين البلدين إلى جسور للأنشطة التخريبية".

وقالت وزراة الخارجية الروسية، في بيانها، إنه "بعد تبادل الآراء الموضوعية، شدد الجانبان على ضرورة إيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للأزمة اليمنية والليبية من خلال حوار وطني شامل على أساس القرارات القانونية الدولية وبمساعدة المجتمع الدولي".

وأعرب المسئولون، الروس والأمريكيون، "عن القلق المشترك للوضع الإنساني في اليمن وليبيا، وتزايد أنشطة داعش والقاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى في تلك البلدان".