جموع اليوم ..لاتنام في الممر الضيق.. !

افعل شيئاً .. ولا تلعب دور الطاغية أيها العالم ..!!
منتصف ليلة الأمس وقبل أن تنتهي الدقائق الأخيرة لعام الحرب لابد وقد أدركتم بأنكم أهدرتم الثروة والسلاح واستنفذتم كل الحيل بلا أهداف ، الآن اسمعونا جيداً : هذه أرضنا وليس لأحد أن يستبيح موطئ قدم على هذه التراب ..!!

هذه المرة عليك أيها العالم أن تُنصت : هؤلاء يمنيون يجمعهم أنين واحد استنزفتهم الحرب لعام ولم تفرق بينهم ، ولا يوجد مكان ما يتوسطها ليلوذوا به ، إنها الحرب الظالمة التي أنهت عامها ، فقرروا الاحتشاد ، إنهم يهتفون ويتجمهرون بطريقة تفهمها كل لغات العالم ، أمضوا 365 يوم وهم يلتفتون لتوابيت الحرب بعد كل صلاة ، ومثلها من الليالي التي كانت تنام لتصحو على مئات من المذابح والمجازر ، هذه الجماهير شعرت بالإرهاق والخذلان فاحتشدت اليوم ليبلغ صداها أقصى نقطة على الخارطة ، لعل البشرية أن تستفيق وتتنبه لوجعهم الذي توغل في أصقاع الروح ، وترك ملامح قاتمة على وجه البشرية .

حرب الـ72 ساعة أمضت 12 شهراً دون أن يخبرنا أحدكم أن الحرب انتهت ، إلى آخر ساعة لازالت شرارتها مشتعلة وتزأر في وجه الأبرياء وتتوعد من لم يُقتل بعد بانتظار الدور وأنها في طريقها إليه .

في مثل هذه الليلة فقد العالم وعيه أمام طفرة الثروة والنفط وقام بمنح الصكوك لقتل اليمنيين وانتهاك سيادتهم الباهتة تاركاً لعابه يسيل ويخطط نيابة عنه ، هذه الحرب دنست كل بقعة داخل حدود اليمن ،كل اليمنيون ودون استثناء يرزحون تحت وطأتها وبسببها نسكب سيل من الدماء ونودع قوافل الشهداء كل يوم .

جموع اليوم فرصة جيدة أمامك أيها العالم لتفعل شيئاً وتتخلص من طريقتك المملة في التحديق نحونا ومباركة قتلنا ، لتتوقف عن هذا وتستنهض إنسانيتك الذابلة لبعض الوقت ..!!

الأحزاب والجماعات والفلاحون والطلاب والعمال والنساء ومن ظُلموا في هذه الحرب يتواجدون بين هذه الجموع وليس بوسعكم أن تُجَيروا صوتها لحساب أحد.

جموع اليوم لا تنام في ممر ضيق : هذا مزاج شعبي صارخ غير قابل للمقايضة أو المساومة ، إنها شجاعة مظلوم يتصدى لترسانة حرب انتظر أن تسقط على رأسه كل ليلة ، هذا المظلوم استخدم حيرته وضعفه فخرج اليوم يبدد صمت العالم بوجه حرب استباحته طيلة عام بوحشية مفرطة .. افهموا هذا ..!

افعل شيئا" أيها العالم..! ولا تكن كطفل غبي ينصت لصوته وهو يغني..!!!

 [email protected]