«الخطّة ب».. ما الذي حدث في تعز؟

معطياتٌ كثيرة تتقاطع في سياق التطورات الميدانية التي شهدتها مدينة تعز، وخلال الأيام الماضية تواترت التأكيدات إلى تجهيزات بشأن "حوار سعودي/ يمني" لفتح مفاوضات ثنائية قد تقود إلى وقف الحرب، وإنهاء الوضع القائم منذ سنة.

المعارك بدأت مقدماتها على الأرض فعلياً منذ شهرين، مع إعداد وتدريب نحو ألفين من المقاتلين، وتدفق إمدادات عسكرية وعتاد، وإنشاء معسكرات في مناطق مختلفة في المعافر والمواسط والنشمة، أعقبها الاستيلاء على مركز مديرية "المسراخ" منذ أسبوعين.

والجمعة، تداولت بعض المواقع وصفحات الناشطين الموالين للتحالف والمجاميع المسلحة، عن إعلان "تحرير المسراخ" بالتزامن مع إحراز تقدم ميداني في الناحية الغربية لمدينة تعز.

- اختطاف الرئيس السابق لفرع المؤتمر بتعز

وأفاد سكان محليون، في اتصالات لوكالة "خبر"، بأن معارك شرسة دارت يومي الخميس والجمعة، خلفت العشرات من القتلى والجرحى، معظمهم من الأهالي، أسفرت عن تقدم مجاميع "ممولة من التحالف السعودي" في مناطق: بير باشا، والحصب، والزنقل، وباتجاه السجن المركزي، والبعرارة، ومقر جامعة تعز.

- اليمن.. إعدامات ميدانية بتعز

وأكدت مصادر محلية في المنطقة، الساعة 11 مساء الجمعة – لحظة كتابة التقرير – أن تلك المجاميع وصلت إلى المطار القديم ومقر اللواء 35 مدرع، ما يعني عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبيل تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية قبل أشهر، وفق ما يراه مسؤول في السلطة المحلية في حديث خص به وكالة "خبر".

وسمعت أصوات اشتباكات، في وقت متأخر مساء الجمعة، باتجاه "مفرق شرعب".

- اسوشييتد برس: متشددون ينفذون اختطافات واقتحام منازل ومحال بمدينة تعز

كما شهدت الناحية الغربية، مداهمات للمنازل واعتقالات لبعض الأهالي بتهم مختلفة بينها "الموالاة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وحركة أنصار الله"، وسط تنفيذ إعدامات طالت عدداً من الوجاهات في بعض الأحياء، وسحل آخرين.

وذكر مصدر محلي لـ"خبر"، أن مستشفى خليفة، يعج بجثث القتلى، وحالات إصابات نتيجة المعارك التي وقعت منذ يومين في مناطق مختلفة.

وقال مسؤول في السلطة المحلية لوكالة "خبر"، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن هناك مقاتلين أجانب تم استقدامهم، مؤخراً، شوهدوا خلال أحداث التقدم لـ"مرتزقة التحالف" في الناحية الغربية للمدينة، وأن هناك زياً موحداً كان يرتديه المقاتلون. بالإضافة إلى وجود مجاميع مدربة.

وذكر سكان محليون، أنه تم نهب عدد من المنازل بينها منزل المناظل اللواء محمد علي صلاح، وأخرى مجاورة. بالإضافة إلى سرقات ونهب وإحراق منازل في أنحاء متفرقة.

وقبل يومين استشهد نحو 13 مواطناً بينهم اسماعيل محمد صلاح، في السبعين من العمر، في قصف بالقذائف طال سوق بير باشا من قبل مجاميع "المرتزقة والموالين للتحالف".

- باب المندب.. مقتل قائد لواء للتحالف السعودي

وقال شهود عيان، في اتصالات متفرقة لوكالة "خبر"، إنه تم مشاهدة جثث 5 قتلى في منطقة الحصب، بالإضافة إلى التعرف على جثث خلف مصنع الشيباني، الذي تعرض للنهب، وكذا مصنع هزاع طه.

وأفاد شخصان في منطقتي الحصب وبير باشا، أن 3 مختلين عقلياً قتلوا خلال أحداث الجمعة.

وبحسب الشهود، فإن عدداً من جثث القتلى لا تزال متواجدة في الشوارع، وسط منع تلك المجاميع من رفعها، وتعمدهم الإبقاء عليهم بقصد ترويع الناس وبث الرعب بينهم. وقال أحد الأهالي، إنه شاهد حالة إعدام وقعت أمام مقر كلية "دار الحكمة".