حلفاء "التحالف" يغلقون جامعة حضرموت (تقرير)

قادت السعودية تحالفها على اليمن تحت مبرر "دعم الشرعية"، في الوقت الذي تتجنب فيه طائراتها استهداف مجاميع المتشددين من "داعش والقاعدة" الذين يسيطرون على أهم مدن المحافظات الجنوبية، بما فيها المكلا التي استولى عليها منذ أبريل الماضي، وتتواجد قياداتها داخل القصور الرئاسية باعتبارها صاحبة السلطة، وهو ما يؤكد كون تلك التنظيمات أحد أذرع العدوان وحليفاً له.

وامتنعت رئاسة الجامعة، وعمداء كلياتها، وشخصيات أكاديمة في هيئة التدريس، عن ذكر الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تعطيل أكبر صرح علمي في حضرموت، مكتفية بالإشارة إلى العجز المالي الذي قد تواجهه ميزانية الجامعة للعام الجديد، في حين أكدت أن حساب الصندوق الخاص بالجامعة فيه مبالغ مالية كبيرة من إيرادات التعليم الموازي، ورسوم الطلاب المغتربين الموردة "بالدولار" خلال الأعوام السابقة تغطي نفقات الميزانية التشغيلية لعام كامل وأكثر من ذلك.

وفرض التنظيم سيطرته على أجزاء واسعة من حضرموت، بما فيها المكلا، في أبريل الماضي، حيث شهدت المدينة أعمال نهب واسعة طالت المباني الحكومية والخاصة والمصارف والبنوك.

وقال مصدر أكاديمي، رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لوكالة "خبر": إن اجتماعاً عقد، الأربعاء الفائت، بين عناصر من القاعدة ورئاسة الجامعة، ووضع التنظيم شروطه لبدء العام الجامعي الجديد، كان أهمها منحه نسبة 50% من الإيرادات المالية لجميع كليات الجامعة، وكذا منع الاختلاط بين الجنسين في جميع المستويات والكليات.

وأضاف، أن تنظيم اشترط على رئاسة الجامعة فتح أقسام وتخصصات جديدة خاصة بعلوم الشريعة والعقيدة في جميع كليات الجامعة، إضافة إلى اعتماد مجموعة من عناصره وشيوخ الدين المتشددين كأعضاء في هيئة التدريس وإيكال مهمة تدريس تلك المقررات المستحدثة لهم، كما اشترط التنظيم على قيادة الجامعة اتخاذ قرار بمنع الطالبات من دراسة العلوم الدنيوية للعام الدراسي الجديد، وحصرهن في الدراسات الإسلامية والتربوية.

وتابع المصدر حديثه لوكالة خبر، أن قيادة الجامعة طلبت من التنظيم مهلة أسبوع لدراسة مطالبه والرد عليها، واستبقت الموعد بإعلان من مجلس الجامعة يقضي بتعليق الدراسة في ذات اليوم.

وأوضح، أن القرار بتعليق العملية التعليمية "كان أهون الشرين"، فلاخيار أمام قيادة الجامعة سوى أن تحول جامعة حضرموت من صرح علمي إلى منبع للفكر المتطرف والتشدد الديني، وإما إغلاقها وتعليق الدراسة فيها.

وترى شخصيات اجتماعية وتربوية، أن إغلاق الجامعة وتعليق الدراسة فيها خطأ فادح ووصفته بـ"الكارثة" حيث سيضع شباب حضرموت أمام خيارات صعبة إما الهجرة أو الالتحاق بالجماعات المتطرفة.

وسبق لعناصر التنظيم أن أعلنوا تهديداً باستهداف الطلاب بعد اقتحامهم جامعة عدن منتصف أكتوبر الماضي، مطالبين بعدم الاختلاط، أعقب ذلك تفجير قنبلة يدوية في 28 أكتوبر، بكلية الحقوق.