أطباء بلا حدود: أعلمنا التحالف السعودي بمكان عيادتنا بتعز فقصفتها طائراته!
شنّ طيران التحالف السعودي غارة جوية صباح يوم الأربعاء على عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب اليمن مما أدى إلى جرح تسعة أشخاص من بينهم موظفان في المنظمة.
ووفقاً لمصادر محلية استهدفت ثلاث غارات شُنّت عند الساعة 11,20 صباحاً من يوم الأربعاء 2 كانون الأول/ديسمبر حديقة عامة في منطقة الحوبان بمدينة تعز، والتي تبعد مسافة كيلومترين عن عيادة منظمة أطباء بلا حدود، مما أجبر طواقم المنظمة على إخلاء العيادة وإعلام التحالف السعودي أن الطائرات الحربية التابعة له تشنّ هجوماً بالقرب من عيادة أطباء بلا حدود. العيادة نفسها ما لبثت أن تعرضت للغارات. وإثر هذا القصف نُقل الجرحى ومن بينهم شخصان حالتهما حرجة إلى مستشفيي القاعدة، والرسالة المدعومين من قبل منظمة أطباء بلا حدود لمعالجة جرحى الحرب.
من جانبها أفادت قائدة الفريق الطبي في تعز نورا الشيبي: " كنا في مركز الطفل والامومة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود والذي يبعد مسافة كيلومتر واحد عن عيادة الحوبان حين سمعنا أصوات الانفجارات التي أحدثت حاله من الهلع. لذا كان علينا أن نخلي الطواقم الطبية بأسرع وقت ممكن."
وفي الوقت الحالي تدعم الطواقم الطبية في أطباء بلا حدود الفريق الطبي اليمني لتقديم العلاج الطارئ إلى المصابين في هذه الغارات الجوية.
وفي عيادة أطباء بلا حدود المؤلفة من خيم توفر الطواقم الطبية الرعاية الصحية الطارئة إلى الأشخاص الذين أجبرهم النزاع على النزوح. وتجدر الإشارة إلى أن التحالف السعودي كان على علم تام بمكان وزمان النشاطات التي تقوم بها منظمة أطباء بلا حدود في منطقة الحوبان.
من جهته، أفاد رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن جيروم ألين: "بأن المنظمة تشارك احداثيات مواقع العيادات التابعة لها والتي تدعمها بشكل دائم مع التحالف السعودي والتي كان آخرها يوم الأحد 29 تشرين الثاني/ نوفمبر حين أعلمنا التحالف بهذه الزيارة الخاصة إلى منطقة الحوبان. فمن المستحيل ألاّ يكون التحالف على علم بوجود نشاطات للمنظمة في هذه المنطقة."
توفر منظمة أطباء بلا حدود الأدوية الطارئة والإمدادات الجراحية منذ أوائل شهر مايو/أيار 2015 للمستشفيات في محافظة تعز، وخلال الشهرين الأخيرين، ويقدم فريق طبي تابع للمنظمة الرعاية الطبية الطارئة في منطقة الحوبان، حيث عالج في اليومين الأخيرين 480 مريضاً في هذه المنطقة.
واستنكر ألين هذا الهجوم مضيفاً: "إن قصف المدنيين والمستشفيات هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ويجب احترام المدنيين الباحثين عن الرعاية الطبية واحترام المنشآت الطبية." واضاف ألين "بأن مستشفى اخر تدعمه المنظمة في منطقة حيدان في محافظة صعدة تعرض لضربات جوية من قبل طائرات التحالف الشهر الماضي وقد دمر تماما."
تعمل طواقم منظمة أطباء بلا حدود في ثماني محافظات في اليمن (صنعاء، صعدة، عدن، تعز، عمرات، الضالع، إب والحجة) ومنذ بداية الأزمة الأخيرة في شهر آذار/مارس 2015 عالجت المنظمة أكثر من 16,000 جريح حرب. ومع تدهور النظام الصحي في اليمن تؤمّن منظمة أطباء بلا حدود الخدمات الصحية غير الطارئة كما وتوفر خدمات صحية مجانية وغير متحيزة لجميع المحتاجين إلى الرعاية الصحية في أكثر من 70 دولة حول العالم.