اليمن: الصيادون لا بواكي لهم.. آلاف المشردين ومئات الضحايا وعشرات المجازر في علم البحر (رصد)
تعاقبت الضربات الجوية لمقاتلات التحالف السعودي على استهداف الصيادين اليمنيين وقوارب الصيد وقرى يقطنها الصيادون في السواحل الغربية والجزر اليمنية في البحر الأحمر وساحل أبين على بحر العرب، مخلفة مئات الشهداء بينهم العشرات من الأطفال والنساء خلال مجازر بشعة بحق مدنيين بسطاء وأسرهم ممن ضيق الحصار والعدوان عليهم سبل الرزق ولاحقتهم القاذفات بالقنابل والصواريخ.
إلى آلاف الضحايا من المدنيين في سائر المحافظات اليمنية ومن مختلف الفئات والمستويات، كان للصيادين نصيب وافر من الاستهداف الجوي والغارات الممعنة عمداً في قصف تجمعات وقوارب الصيادين وقراهم بذرائع واهية ومكررة تعيد توصيف الضحايا وبينهم عشرات الأطفال والنساء كمقاتلين حوثيين أو تابعين للرئيس السابق (..)
وبحكم التهميش الجائر الذي يطال فئة الصيادين غالباً، فقد تمدد هذا ليشملهم كضحايا ضربات جوية خلفت مجازر كبيرة وكثيرة، لكن أكبرها، بالفعل، كانت تلك التي تستهدف فئة المشتغلين بالصيد وأسرهم وقراهم. في حالات وصلت الأعداد إلى أكثر من 100 ضحية جراء ضربات على قرى صيادين أو قوارب وتجمعات وأسواق.
الصيادون اليمنيون في علم البحر دائماً.. ومقصيون في اهتمامات البريين والحضريين ومجتمعات الإعلام والسياسة والمنظمات ومنصات التواصل الاجتماعي. ولا بواكي لهم غالباً.
وكانت الظاهرة المدارية، عبر إعصارين متتاليين في أسبوع واحد، "تشابالا وميج"، على موعد مع صيادين يمنيين في متناول قبضة الأعاصير العاتية، مكشوفين من كل جهة، ومستهدفين من جميع الاتجاهات.
لم يقتصر الأمر، فقط، على الضربات الجوية المباشرة، هناك قصف صاروخي ومدفعي متواصل خلال أشهر ثمانية خصوصاً على المناطق الحدودية والساحلية المأهولة غالباً بالصيادين، علاوة على الجزر والسواحل المتاخمة للمدن الكبيرة والأسواق الرئيسية. كان من نتائجها تشريد مئات الأسر وآلاف المواطنين داخلياً عن منازلهم ومناطقهم، ومضاعفة مفاعيل أزمة بشرية ومعاناة إنسانية وسكانية مستفحلة، وتوسيع دائرة الفقراء والعاطلين المحتاجين إلى أبسط ضروريات الخدمات والإغاثات الإنسانية والطبية الحرجة.
جميع أو معظم تفاصيل المأساة اليمنية اليومية هي في الهامش وخارج الرصد والمتابعة وبعيدة عن العدسات ووسائل الإعلام. لهذا يبقى الجزء الأسوأ منها، وهو الأكبر والأكثر، مغيباً عن الرأي العام وعن العالم.
يصحو الصيادون اليمنيون باكراً لطلب الرزق وإعالة أسرهم، ولكنهم باتوا يودعون أبناءهم وزوجاتهم ويقصدون البحر حاملين أكفانهم؛ لايعرفون إن كانوا سيرجعون أم سيقضون بغارات تحالف أمعن في إزهاق الأمل إمعانه في إزهاق الأرواح والدماء والحياة.
وتشهد سواحل اللحية، والخوخة، والمخا، ومياه البحر الأحمر، وشواطئ جزر زقر وعبدالكوري وعقبان وكدمان، على دماء بريئة ومنسية سفكت وامتزجت بالبحر والمحيط وأرواح أبرياء مساكين ومغمورين غمرتهم القاذفات بالموت وغمرت أرواحهم وأشلاءهم أمواج بعيدة غابت في العميق.
فيما يلي رصد أول، وتعمل وكالة "خبر" على استقصاء تفاصيل ومعلومات أدق وأكثر شمولاً، بحوادث متفرقة تعاقبت على قتل يمنيين أبرياء ومسالمين صاحبهم الوحيد في الدنيا البحر:
• 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: استشهد وأصيب 21 شخصاً وفقد 11 آخرون، في مجزرة جديدة ارتكبتها طائرات الأباتشي، مستهدفة قوارب الصيادين في البحر الأحمر بالقرب من جزيرة زقر، التابعة إدارياً لمحافظة الحديدة.
• 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: فقدان 7 قوارب صيد بمن فيها من الصيادين في ميناء المخا جراء استهداف مقاتلات الأباتشي لقوارب عدد من الصيادين. مسؤول محلي رجح لوكالة "خبر" أن يكون الصيادون قد لقوا حتفهم، جراء الهجوم العنيف والمكثف الذي تعرض له ميناء المخا.
• 17 نوفمبر / تشرين الثاني 2015: ضربة استهدفت صيادين في ميناء الحيمه الساحلي بمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، أدّت إلى استشهاد 4 وجرح 3 آخرين، بحسب مصدر أمني.
• 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: استشهد 7 صيادين، جراء غارات جوية استهدفت مركز الأسماك بمدينة المخا التابعة لمحافظة تعز مخلفاً 7 شهداء من الصيادين، وعدداً من الجرحى، كما شنت مقاتلات التحالف غارات على قيادة قطاع المخا وبوابة المينا والمحجر الطبي.
• 10 نوفمبر / تشرين الأول 2015: استشهد وجرح مواطنون وصيادون يمنيون، إثر قصف جوي مباشر على مجمع الصيادين وسوق الأسماك (الإنزال السمكي) بمديرية الخوخة محافظة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر.
• 22 و23 أكتوبر / تشرين الأول 2015: ارتفعت حصيلة شهداء قصف جوي وبحري مدعوماً بطائرات الأباتشي على جزيرتي عقبان وكدمان في البحر الأحمر مستهدفة الصيادين، إلى 100 شهيد وعشرات الجرحى.
• 9 سبتمبر/أيلول 2015: استشهدت أسرة كاملة مكونة من أب وأم وطفليهما في غارة جوية على فندق شواطىء ميدي بمدينة عبس الساحلية التابعة لمحافظة حجة.
• 8 سبتمبر / أيلول 2015: قتل 22 هندياً وجرح آخرون من الصيادين اليمنيين جراء غارات شنتها مقاتلات العدوان السعودي، على قوارب للصيادين في ساحل مدينة الخوخة، محافظة الحديدة، بحسب تصريح ـ في حينه ـ للدكتور تميم الشامي، الناطق باسم وزارة الصحة والسكان لوكالة "خبر".
• 27 سبتمبر/ أيلول 2015: استشهد 24 مدنياً وأصيب 12 آخرون في غارات جوية شاركت فيها الأباتشي والـ"إف 16"، بالإضافة إلى قذائف مدفعية استهدفت منطقة العوارض بني زيلع مديرية ميدي الساحلية محافظة حجة.
• 22 يوليو / تموز 2015: استشهد العشرات وجرح آخرون من الصيادين، جراء قصف العدوان السعودي لعدد من قوارب الصيد بساحل "شقرة" محافظة أبين، والمطل على بحر العرب.
• قصف جوي وبحري مسنوداً بطائرات الأباتشي بشكل شبه يومي على قوارب الصيادين اليمنيين أو أي قوارب أخرى تمر في المياه الإقليمية في البحر الأحمر وبحر العرب وعلى مقربة من عشرات الجزر اليمنية البعيدة مخلفاً شهداء وجرحى وتتسبب في فقدان آخرين وفقاً لمسؤولين محليين بمحافظة الحديدة ومصادر في الاتحاد السمكي.