واشنطن بوست: «ظنوا أنها قنبلة»: قصة إلقاء القبض على طالب مسلم لصنعه ساعة

اعتقلت الشرطة الطالب المسلم أحمد البالغ من العمر 14 عاما، بعد أن بلَّغت إدارة المدرسة الشرطة بأن الساعة التي تباهى أحمد بصنعها بنفسه هي في الحقيقة قنبلة. وصرح المسؤلون اليوم أنه لن يتم توجيه أي تهم جنائية له.

الطالب أحمد أراد أن يلفت انتباه مدرسيه، فبلغت مدرسته الشرطة، وتم القبض عليه.

حادثة أثارت مجددًا مزاعم العنصرية، وجعلت المدرسة بحي تكساس هدفًا للغضب العام على شبكة الانترنت. قد تم القبض على طالب مسلم ووضع الأصفاد في يديه وإخراجه من المدرسة أثناء اليوم الدراسي، بمصاحبة أفراد من الشرطة، لمجرد اشتباه معلمة في ساعة يد صنعها بنفسه في البيت.

إلا أن لاري بويد قائد مركز شرطة ايرفينج صرح أنه لن يتم توجيه أي تهم جنائية أو مخالفات.

أحمد الطفل الواثق من نفسة صاحب النظارة سميكة الإطار ذو الملامح الجادة، بدأ الدراسة في مدرسة ماك آثر الثانوية منذ بضع أسابيع قليلة. هو طالب في الصف التاسع ولديه موهبة تركيب الأشياء وتجميعها، يصنع أجهزة راديو بنفسه، وذات مرة صنع سماعات بلوتوث وقدمها هدية لأحد أصدقائة.
مساء الأحد الماضي، قرر أن يصنع ساعة يد رقمية سريعًا؛ وكما وصفها أحمد “هي ساعة بسيطة للغاية؛ مجرد لوحة ودائرة كهربية ومصدر للطاقة موصولين بشاشة عرض رقمية.” وبكل فخر عرضها على مدرس الهندسة في المدرسة صباح اليوم التالي.”

لكن المدرس بدا حذرًا لدى رؤية الساعة.

وكان رد فعل المدرس كما خيل لأحمد “هذا لطيف جدًا، لكن أنصحك ألا تريها لأي مدرس آخر.” وذلك وفق ما قاله أحمد لأحد الشبكات الإخبارية.
أثناء حصة اللغة الانجليزية، أصدرت الساعة صفارة أزعجت المعلمة، وعندما أحضر لها الساعة قالت “إنها تبدو كالقنبلة!”

يقول أحمد أنه أخبرها “لا إنها لا تبدو كالقنبلة.”

لكن المعلمة  تحفظت على الساعة. لاحقا قام مدير المدرسة بسحب أحمد خارج الصف.

يقول أحمد “أخذوني إلى حجرة بها خمسة ضباط شرطة، استجوبوني وفتشوا أشيائي، وتحفظوا على جهازي اللوحي واختراعي الجديد –الساعة-.” ويضيف “كان لسان حالهم “حسنًا، أتحاول صنع قنبلة؟ وأجبتهم: لا، كنت فقط أحاول صنع ساعة.”

لكن رد علىَّ أحدهم “لكنها تبدو كالقنابل التي تظهر في الأفلام.”
يقول أحمد أنه تم اصطحابه عقب ذلك إلى مقر الشرطة، وهو مكبَّل بالأصفاد، وتم أخذ بصماته.

ويضيف أنه أثناء الاستجواب، ظل ضباط الشرطة يرددون اسمه الأخير”محمد”، وعندما حاول الاتصال بوالده، أخبروه أنه لا يمكنه ذلك حتى انتهاء الإستجواب، والتحقيق معه.

يقول أحمد لشبكة إن بي سي “لا أظن أن في ذلك إنصاف، أنا أحضرت شيئا للمدرسة، ولم يكن مصدر تهديد لأي شخص، فأنا لم أرتكب أي خطأ، فقط أريت مدرسي شيئا صنعته، وانتهى بي الحال قيد الحبس.”

عند توجيه سؤال لقائد مركز شرطة ايرفينج بشأن عدم السماح لأحمد بالاتصال بوالده أجاب “ليس لدي إجابة على سؤالك.”

رفضت ليزلي ويفر المتحدثة باسم مدرسة مقاطعة إيرفينغ  مناقشة القضية، لكنها أكدت أيضا أن أحمد تم القبض عليه داخل المدرسة. وأضافت “دائما ما نطلب من التلاميذ أو العاملين بالمدرسة الإبلاغ فور ملاحظة أي شئ مريب أو غير مألوف، ويتم تبليغ الأمر فورا لإدارة المدرسة أو قسم الشرطة للتعامل معه في الحال. وسنستمر في إتخاذ الإجراءات والإحتياطات اللازمة  لحماية طلابنا، لنحافظ على سلامة المجتمع المدرسي قدر الإمكان.”

يقول أحد ضباط الشرطة في ايرفينج أن المسؤلين في المدرسة ساورهم القلق بشأن تلك الساعة. وقد أصدرت الشرطة تقرير الثلاثاء الماضي بعنوان “قنبلة مزيفة”، أدرجت فيه شكاوي وتخوفات ثلاثة من المدرسين في المدرسة.

وأضاف ضابط شرطة “من الواضح أنه كان بالجهاز بعض أجزاء مأخوذة من ساعة، لكن أحمد وعائلته لم يدلوا بكل تلك المعلومات أمس كما ذكروها لكم –يقصد وسائل الاعلام.” إلا أنه أكَّد أن أحمد ظل يؤكد مرارًا وتكرارًا أن الجهاز ليس إلا ساعة، لكن المدرسين بالمدرسة ظللوا مرتابين.

يضيف ماكليلان “بالطبع يمكن الإشتباه بها إذا تُرِكت في الحمامات أو تحت سيارة، لكن التخوف في هذا الموقف تلخص في: ما الغرض وراء صنع شئ كهذا؟ وهل نأخذه للحجز؟”

تقول عائلة أحمد أنه تم توقيفه عن المدرسة لمدة ثلاثة أيام.
وفي تصريح لأحد الشبكات الإخبارية، يقول والد أحمد أن الملام على القبض على ابنه هو حالة الإسلاموفوبيا في المجتمع.

ويضيف أن ابنه لم يرد إلا صناعة شيء جيد مفيد للبشرية، ويعتقد أنه بسبب اسمه –أحمد محمد- وأحداث الحادي عشر من سبتمبر “أُسيئت معاملته.”