اليمن: حديث أمريكي عن احتمال "إبعاد هادي"

من المنتظر أن يعقد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بنعمر، الثلاثاء، مؤتمراً صحفياً لإعلان اسم الدولة التي ستستضيف فعاليات حوار حل الأزمة، الذي شارف على الانتهاء، في ظل تصاعد للوضع الميداني، واندلاع المواجهات في مناطق بلحج، التي تعتبر بوابة عدن، حيث يقيم عبدربه منصور هادي، منذ انتقاله من صنعاء في 21 فبراير الماضي.

وقال مصدر سياسي لوكالة "خبر" للأنباء: إن بنعمر، أبلغ المكونات السياسية المتحاورة في موفنبيك بالعاصمة صنعاء، أنه سيحدد مكان الحوار اليمني وبرنامجه في مؤتمر صحفي يعقده الثلاثاء، دون أن يشير إلى مزيد من التفاصيل.

وعاد بنعمر من جولته الخليجية التي بدأها السبت، والتي جاءت بصورة مفاجئة، فيما تحدثت وسائل إعلامية خليجية، أن الدوحة هي المدينة التي سيعلنها لاستضافة الحوار، بينما سيتوج التوقيع على الاتفاق في العاصمة السعودية الرياض.

ولم تعلق الأطراف السياسية اليمنية، على ذلك حتى السادسة من مساء الثلاثاء، فيما قال مصدر في مكتب بنعمر في اتصال لوكالة "خبر"، إنه سيتم دعوة وسائل الإعلام لحضور المؤتمر الصحفي في وقت لاحق، دون أن يحدد ذلك.

وأقدمت الميليشيات التابعة لهادي، وعناصر تنظيم القاعدة على تنفيذ عمليات إعدام جماعي، طالت ضباطاً وجنوداً، في الحوطة (عاصمة لحج)، بعد سيطرتهم على المدينة مساء الجمعة 20 مارس الجاري.

وفي تطور لافت لموقف واشنطن، قال السفير الأمريكي في اليمن، إن واشنطن وحلفاءها في حاجة لاتخاذ قرارات بسرعة للحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن.

وقال السفير ماثيو تولر، إنه متفائل بأن الفصائل المتحاربة في اليمن يمكن أن تتوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة إذا تمكنت مجموعة واسعة من الممثلين أن تجتمع خارج البلاد ودون تأثير من أطراف خارجية مثل إيران.

ونقلت "رويترز" عن تولر، قوله، بعد اجتماع مع أعضاء غرفة التجارة العربية الأمريكية: "ندرك أنه يتعين علينا اتخاذ بعض القرارات بسرعة".. مشيراً إلى التقدم السريع لميليشيا الحوثيين المتحالفة مع إيران في اتجاه مدينة عدن الساحلية التي فر إليها عبد ربه منصور هادي.

وأكد تولر: "الحوار السياسي لن ينجح إذا أطيح بهادي أو اعتقل وسقطت عدن، وهو ما قد يحدث بسرعة.".. وأشار إلى العدد الكبير لقوات الحوثيين في أنحاء البلاد .

وقال تولر: "إنه لا يزال "متفائلاً نسبياً" بأن الفصائل المتناحرة ستكون قادرة على التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة إذا أتيحت لها الفرصة".

وأضاف: "جميع الأطراف تدرك أنه لا يوجد حقيقة بديل سوى التوصل إلى اتفاق على تقاسم السلطة."

وتابع: "إنه حتى ميليشيا الحوثيين المتحالفة مع إيران لا ترغب في أن تحمل مسؤولية دفع اليمن إلى وضع مماثل للوضع في سوريا وليبيا".

وأوضح: "حالما يدمرون مؤسسات الدولة سيكون من الصعب للغاية تجميعها."

وقال تولر: "إن السعودية عرضت استضافة محادثات سلام بين الفصائل اليمنية المتحاربة في السابع من أبريل نيسان، لكن هذا الموعد لا يزال بعيداً والوضع في اليمن يتدهور بسرعة".

وأجلت الولايات المتحدة، السبت، موظفيها المتبقين في اليمن بما في ذلك حوالى 100 من قوات العمليات الخاصة بسبب تدهور الوضع الأمني.

تصريحات السفير الأمريكي جاءت بعد يوم على طلب تقدم به هادي لدول الخليج لتدخل عسكري، من شأنه إيقاف تقدم الحوثيين باتجاه عدن، وهو ما اعتبرته جماعة أنصار الله، "إثبات أن هادي يقود مؤامرة تستهدف اليمن واليمنيين ككل".

وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم لوكالة "خبر"، مساء الاثنين 23 مارس/ آذار: "هادي يدعو الخارج ويستقوي به على الشعب، من أجل عودة الهيمنة والوصاية الخارجية، فهو يمثل اليوم المطية لتلك الدول، لتنفيذ مؤامراتهم في اليمن".

وشدد القحوم، أن على تلك الدول "أن تدرك أن الشعب اليمني سيواجه أي تدخل خارجي من شأنه استهداف البلاد واستهداف الثورة الشعبية".

وتابع: "الشعب لن يقبل بأي تدخل أو عدوان، مهما كانت مبرراته، ولديه الخيارات المفتوحة للرد على أي عدوان خارجي من أي مكان يأتي ومن أي جهة".

وأكد القيادي الحوثي على ضرورة التزام واحترام السيادة اليمنية من قبل جميع الدول، محذراً إياهم من "أن يورطهم هادي في أي تدخل في اليمن".

وأردف: "ليس مقبولاً، ولن يرضى الشعب اليمني بأي تدخل، وسيتحرك في مواجهته".

وأوشكت الأطراف السياسية برعاية الأمم المتحدة، على الخروج بحل نهائي للأزمة، خاصة بعد التوافقات النهائية، فيما يخص السلطتين التشريعية والتنفيذية، والاتفاق على تشكيل المجلس الرئاسي، بخمسة أعضاء، فيما كانت المكونات قدم أسماء مرشحيها لشغل منصب رئيس المجلس..