وثيقة أمريكية: واشنطن غزت العراق استناداً إلى معلومات «مزورة»

كشف الباحث الأمريكي جون جرينولد، عن أول وثيقة تظهر أن "الولايات المتحدة قامت بشن الحرب على العراق استناداً إلى معلومات غير موثقة، واتهم الباحث الإدارة الأمريكية بالقيام بتسويق الحرب على العراق للجمهور الأمريكي، مع علمها بعدم وجود معلومات موثقة لديها تثبت أن العراق يخفي أسلحة نووية، أو كيمائية، أو بيولوجية، أو أن العراق يشكل تهديداً فورياً وخطيراً على الأمن القومي الأمريكي".

ونشر الباحث جون جرينولد، الوثيقة على موقعه الخاص، وهي تتهم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن ووزير خارجيته، آنذاك، كولن باول.

وبحسب الوثيقة فإن "ما ذكره كبار المسؤولين في إدارة بوش خلال حملتهم لبيع الحرب للجمهور الأمريكي، قد بالغ كثيراً بشأن التهديد العراقي، وأن ادعاءات الإدارة الأمريكية حول برنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق كانت غير معتمدة، من قبل تقارير وأجهزة استخباراتية يعتمد عليها".

وقال جون جرينولد، الباحث الأمريكي المتخصص في الوثائق الأمريكية، التي رفعت عنها السرية بموجب قانون حرية تبادل المعلومات في الولايات المتحدة: إن المعلومات التي خلصت إليها وكالات الأمن القومي الأمريكي قبل 13 عاماً، والتي تم استخدامها لتبرير غزو العراق، كانت تفتقر إلى "معلومات محددة حول العديد من الجوانب الرئيسة بالبرنامج العراقي لأسلحة الدمار الشامل".

وتعتبر الوثيقة الأمريكية التي كشف عنها الباحث جون جرينولد، هي الأولى من نوعها التي يتم الإعلان عنها، وتحمل الإدارة الأمريكية خلال هذه الفترة مسؤولية غزو العراق استناداً إلى معلومات مزورة.

وقال جون جرينولد، إنه تقدم بطلب إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ"سي آي إيه"، بشأن بعض الفقرات الواردة في تقرير نشرته وكالة المخابرات الأمريكية عام 2004، حول مزاعم ترسانة أسلحة الدمار الشامل بالعراق، وإنه حصل مؤخراً وللمرة الأولى على نسخة "منقحة" لذلك التقرير الذي قاد الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ قرار يسمح باستخدام القوة العسكرية، وإعلان الحرب الأمريكية على العراق في 20 مارس 2003، بهدف تفكيك ترسانة صدام حسين من أسلحة الدمار الشامل.

ويقول الباحث جرنولد، إن تقريراً سابقاً أصدرته مؤسسة الأبحاث الأمريكية (راند) في ديسمبر الماضي، بعنوان (الغمامة وأخطاء الحروب)، والذي ذكرت فيه (راند) أن تقرير المخابرات الأمريكية لعام 2004 حذف العديد من الفقرات قبل أن ترفعه إلى كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن.

وفند الباحث الأمريكي جرينولد، المزاعم التي شملها ذلك التقرير بشأن مصداقية المعلومات المتعلقة بروابط مزعومة للرئيس العراقي السابق صدام حسين مع تنظيم القاعدة، وهي المزاعم التي ادعى وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، دونالد رامسفيلد، في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي عام 2002 أنه يمكلك بشأنها "أدلة دامغة كالرصاص على وجود أعضاء من تنظيم القاعدة في العراق".

وقال جرينولد: إن معظم التفاصيل والمعلومات التي تم رفع السرية عنها، تذكر أن مصادر بعض المعلومات الاستخباراتية بشأن وجود علاقات بين العراق وتنظيم القاعدة، اعتمدت على المنشقين عن صدام حسين، وغيرهم من الذين تم تسليمهم إلى أجهزة مخابرات أجنبية بغرض التعذيب والحصول على اعترافات.

وخلص التقرير إلى أن الكونغرس الأمريكي، كان يعتمد في معلوماته في وقت لاحق إلى ما قبل الحرب مارس 2003 على مصدر واحد فقط ولم يكن ذلك المصدر موثوقاً.

لمشاهدة الوثيقة اضغط هنــــا

ترجمة عن Business Insider