نيويورك تايمز: المقاطع التي ينشرها "داعش" توازي جودة مقاطع قناة MTV

By: RICK GLADSTONE and VINDU GOEL

داعش، التنظيم العنيف المتطرف الذي يسعى لعودة خلافة القرن السابع، نجح بشكل مذهل بنشر رسالته باستخدام وسائل إعلام القرن الـ21، بحسب دراسة صدرت الخميس الماضي.

فعلى الرغم من المحاولات المتكررة لتويتر لإيقاف تهديدات داعش ودعايته وتجنيده، من خلال حجب الحسابات المرتبطة به، إلا أن المتعاطفين أبقوا آلاف الحسابات الفعالة على الشبكة بحسب الدراسة. يتضمن المستخدمون مجموعة نووية مضبوطة ترسل الرسائل بشكل دوري وتفهم كيفية تضخيم تأثيرها.

جيم بيرجر، الخبير في التطرف الإلكتروني الذي قاد الدراسة التي تمت بالتعاون معهد بروكنجز وجوجل آيدياز، قال إن الجهاديين يستغلون أي نوع من التكنولوجيا سيخدمهم، إلا أن "داعش" أنجح من غيره بكثير في هذا المجال.

إطلاق الدراسة أتى بينما تحرك تويتر، عملاق الإعلام الاجتماعي الذي يضم أكثر من 288 مليون مستخدم عبر العالم، بقوة أكبر لحجب الحسابات المرتبطة بداعش.

التنظيم الذي يسيطر على مساحات في سوريا والعراق استخدم الشبكة الاجتماعية لنشر إعدامات الأسرى، بما في ذلك قطع الرؤوس وحرق أسراه، لنشر الموت والعنف والكراهية لكل الأعداء المفترضين.

استهداف تويتر للتنظيم أدى لإرسال تهديدات موت ضد قادة الشركة والموظفين.

الدراسة المعنونة بـ"تعداد تويترداعش"، كانت المحاولة الأولى العامة لقياس وجود أعضاء داعش ومتعاطفيه على الإعلام الاجتماعي. تقرير الـ92 صفحة وجد أن ما لا يقل عن 46 ألف حساب تويتر يعمل لداعش.

أكدت الدراسة أن 1000 حساب على الأقل داعم لداعش، وربما المزيد، توقفت من تويتر من سبتمبر إلى ديسمبر.

العاملون في تويتر، الذين لم يساعدوا بالتقرير، قالوا إن الدراسة قللت بشكل واضح من عدد الحسابات التي تم إيقافها، كما رفضوا التعليق على نتائج التقرير، إلا أنهم لم يعارضوا تقريرا لقناة ABC يقول إنهم أوقفوا 2000 حساب في أسبوع واحد.

قالت الشركة في بيان: "نحن نراجع كل المحتوى الذي يبلغ عنها ضد قوانيننا، التي تمنع الاستخدام غير القانوني والمباشر والتهديدات المعينة للعنف ضد الآخرين".

تم مراقبة الحسابات من سبتبمر إلى ديسمبر وتم تحليلهم بناء على معايير مثل عدد الرسائل، عدد المتابعين، الهاشتاج، ومعلومات محددة أخرى مثل توقيت الرسائل، اللغة، وفي العديد من الحالات ما هي الهواتف التي تم استخدامها لوضع رسائل، والظروف الجغرافية للمرسل.

بعد التصفية والفرز من التطبيقات الخادعة، بما في ذلك استخدام الحسابات الإلكترونية -وهي برامج تقوم بعمل نشاط وهمي عبر حساب اجتماعي- وصل الكتاب إلى 46 ألفا إلى 70 ألف حساب.

بوجود 288 مليون حساب، فإنك "لا تملك القوة البشرية للدخول داخل كل حساب وتحديد الأصل" - بحسب ما أكده الخبير في التطرف الإلكتروني، جيم بيرجر.

وتقول الدراسة إن الوصول لأكثر حسابات "داعش" شهرة ضعيفة بالمقارنة مع المشاهير أو المسؤولين الأجانب. أوباما مثلاً لديه 56.4 مليون متابع، جون ليجند المغني وكاتب الأغاني لديه 6.6 ملايين.

مسؤولون في FBI ومركز مكافحة الإرهاب الدولي، رفضوا التعليق على الدراسة.

سكوت جالاوي، أستاذ التسويق في جامعة نيويورك وموجد شركة الأبحاث التي تدرس التأثير الدعائي على الإعلام الاجتماعي، من جانبه، قال إنه بينما لم تقيم البيانات المحيطة بنشاط "داعش" على تويتر، لكن تأثيره كان أكبر بكثير مما يقوله العالم.

ويقول سكوت جالاوي، على سبيل المثال، يعاد نشر تغريدة لحساب مشهور على مواقع ووسائل إعلام أخرى، لكن الصورة العنيفة التي يضعها داعش تستقبل توزيعا واسعا يتجاوز جمهورها الأول. ويضيف: "الشيء المخيف في داعش، هو أنه رفع مرحلة إنتاج المحتوى لمرحلة تجاوز التنظيمات الأخرى. حيث أن المقاطع التي ينشرها توازي جودة مقاطع قناة MTV".