ترجمة| السعودية تستهدف اختراق داعش من خلال "زرع جواسيس"

تسعى المملكة العربية السعودية، زرع جواسيس داخل تنظيم داعش لاختراقه "في محاولة لتدعيم دفاعات المملكة وسط مخاوف من شن اعتداءات محتملة من قبل جهاديين عليها".

وتكافح المملكة العربية السعودية من أجل زرع جواسيسها بين جماعة داعش الإرهابية التي سيطرت على أجزاء كبيرة من شمال ووسط العراق وسوريا.

وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير، أن "الهجوم الذي شنه عناصر داعش على الحدود الشمالية للمملكة، وقتل فيه ثلاثة جنود، كشف عن الحاجة الماسة للحصول على معلومات استخباراتية من داخل التنظيم"، مشيراً إلى أن الآلاف من السعوديين غادروا البلاد للانضمام إلى هذا التنظيم والقتال تحت لوائه.

وتسعى الرياض اليوم لدمج رئاسة الاستخبارات السعودية مع قواتها الأمنية تحت لواء وزير الداخلية القوي ورئيس هيئة مكافحة الإرهاب، محمد بن نايف.

وقال أحد المستشارين السعوديين: "إن هناك حاجة لإيجاد حل استخباراتي، فمع أننا عززنا دفاعاتنا على الحدود، إلا أننا بحاجة لمعرفة تحركات التنظيم داخل المملكة، فنحن بحاجة لدور العنصر البشري الاستخباراتي".

وبسبب تزايد وحشية تنظيم داعش، تكافح وكالات الاستخبارات العربية والغربية لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها ذلك التنظيم. ولهذا، فإن تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا، يوفر فرصاً لوضع الجواسيس داخل الجماعة، لأن البنية الداخلية للتنظيم يُصعب من اختراق قيادة العمليات.

وقال اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودي: إننا نفتقد "العنصر البشري الاستخباراتي"، مما يحد من قدرتنا على التسلسل. مضيفاً: "حتى الآن لا أحد قادر على التنبؤ ما سيفعلون".

وتلقت المملكة العربية السعودية أربع هجمات إرهابية مميتة في الأشهر الأخيرة، كما أحبطت العديد منها، بما في ذلك مؤامرة لقتل كبار المسؤولين ورجال الدين في مايو الماضي. كما تم القبض على أكثر من 300 شخص ولكن المسلحين ما زالوا يتزايدون.

وأثارت هذه العمليات الإرهابية مخاوف من حملات جديدة من العنف كهجمات القاعدة، التي نفذها قبل عشر سنوات، وقتل فيها مئات الناس.

وما يثير مخاوف المملكة العربية السعودية، أن أكثر من 2500 شاب انضموا إلى داعش في سوريا والعراق، منذ أكتوبر الماضي، حسب تقرير إحصائي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، هذا الأسبوع.

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، فإن زرع جواسيس داخل التنظيم، أمر بالغ الأهمية للقوى الإقليمية والحلفاء الغربيين، وذلك كمحاولة ضغط على الجماعة الإرهابية.

وكشفت الصحيفة، أن السعودية نشرت حوالى 30 ألف جندي على حدود البلاد مع العراق وجهزته بأفضل التقنيات الحديثة.

كما تقوم المملكة العربية السعودية ببناء جدار وحفر خندق، بطول 600 ميل، على طول حدودها مع العراق، في محاولة لعزل نفسها عن الفوضى التي تجتاح جيرانها.

وتشمل منطقة الحدود هذه الآن خمس طبقات من السياج، مع أبراج للمراقبة وكاميرات الرؤية الليلية، بالإضافة إلى كاميرات الرادار. كما أرسلت الرياض، أيضاً، 30 ألف جندي إضافي إلى المنطقة.

ويضم المشروع 8 مراكز للقيادة والسيطرة وأكثر من 30 مركز استجابة على طول الحدود مجهزة بـ3 فرق للتدخل السريع وعدد من الكاميرات النهارية والليلية، كما يضمّ المشروع مركز التدريب بـ"عرعر" لتدريب الضباط والأفراد على التشغيل الفني ويشتمل على معامل تشبيهية للأنظمة وميادين للتدريب العملياتي، وورش للتدريب على الصيانة وكذلك مرافق إدارية وتعليمية وصحية وترفيهية.

وليس هذا هو السياج الوحيد الذي اختارت المملكة العربية السعودية تطويق نفسها به، حيث أقامت المملكة، أيضاً، حاجزاً مادياً على طول أجزاء من حدودها الممتدة على 1000 ميل مع اليمن في الجنوب، حسب تقرير نشرته صحيفة - التلغراف - البريطانية، الشهر الماضي.

وبالتوازي، تعمل السعودية على استكمال بناء أطول سياج أمني حدودي في العالم على حدودها مع اليمن التي تمتد إلى قرابة ألفي كيلو متر، من مضيق باب المندب وحتى حدودها مع سلطنة عمان، بعد أن تم توسيع النطاق الفاصل إلى أكثر من 20 كم، وفقاً لاتفاقية الحدود الموقعة بين البلدين في 2000.

وبدأت السعودية في تعزيز حدودها الجنوبية مع الجمهورية اليمنية قبل عام، على أن يتم استكمال المشروع في غضون بضعة أعوام، بعد حادثة تسلل عناصر من جماعة الحوثي ودخولهم في حرب قوية مع القوات السعودية أواخر عام 2009.

وعن خطط تأمين الحدود الجنوبية، قال الطريري، إن الحدود مع اليمن اليوم أكثر أماناً بكثير عما قبل، وإن الحاجة اليوم إلى تسريع خطوات استكماله، مطلب أمني وطني خاصة مع الأحداث المتسارعة في اليمن وغياب الدولة وسيطرة الحوثيين الموالين لإيران على عدة أقاليم يمنية.

وكان العام الماضي شهد تسلل عناصر من منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن قبل أن يتحصنوا داخل مبنى أمني في مدينة شرورة، ونتج عن ذلك التسلل مقتل المهاجمين الخمسة واثنين من رجال الأمن.

المصادر: Telegraph - The Times - Washingtonpost