تعزيزات للجيش لحماية مسيرة المليون في باريس

تتجه أنظار العالم مجدداً اليوم إلى باريس التي ستكرم بـ «مسيرة مليونية» فرنسية ودولية ضحايا الاعتداءات الإرهابية التي نفذها الشقيقان سعيد وشريف كواشي وشريكهما أحمدي كوليبالي، وأدت إلى سقوط ١٧ قتيلاً خلال 3 أيام، بينهم 12 في الهجوم على مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة وسط باريس.

وتواكب «التظاهرة المليونية» إجراءات أمن استثنائية بينها استدعاء الجيش يحتمها إعلان شخصيات عربية ودولية رغبتها في المشاركة فيها تضامناً مع الشعب الفرنسي، وكذلك تهديد حارث النظاري، القيادي في تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي أكد شريف كواشي أنه عمل لحسابه، بهجمات جديدة في فرنسا. وقال النظاري في شريط فيديو بثته مواقع جهادية: «أيها الفرنسيون أولى بكم أن تكفوا عدوانكم عن المسلمين لعلكم تحيون في أمان، وإذا أبيتم فأبشروا بالحرب وأنكم لن تنعموا بالأمن».

وكانت أجهزة الأمن الفرنسية لا تزال تتعقب حياة بومدين، زوجة كوليبالي التي يشتبه في مشاركتها بهجمات باريس، قبل أن تعلن أنها غادرت إلى تركيا، وأن المحققين يدققون لمعرفة ما إذا كانت انتقلت إلى سورية.

وأفاد مصدر أمني آخر بأن «كوليبالي اتصل بمقربين منه، وطلب منهم مهاجمة أهداف أخرى قبل أن تقتله قوات الأمن أول من أمس داخل متجر للأطعمة اليهودية، حيث احتجز لساعات رهائن في منطقة بورت دوفنسان شرق باريس.

إلى ذلك، أوضح المدعي العام للجمهورية فرنسوا مولان أن التحقيق يسعى إلى تحديد مسار شريف كواشي الذي اعتقل عام ٢٠٠8 لمدة ١٨ شهراً في إطار شبكة «بوتشومون» لتجنيد «جهاديين» للقتال في العراق. وأشار إلى أن «بيئة الشقيقين تضم جهاديين تدربوا في اليمن وتوجهوا إليه وسورية».

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، بعد اجتماع لخلية الأزمات في قصر الإليزيه، استدعاء حوالى ٥٠٠ عنصر إضافي من الجيش لدعم قوات الأمن المكلفة أمن العاصمة، مؤكداً أن مستوى الإنذار الأقصى في باريس سيبقى على حاله وسيعزز في الأسابيع المقبلة «لأننا نواجه تهديدات»، ما يشير إلى أن هذه التهديدات لم تنتهِ بتصفية الإرهابيين الثلاثة خلال عمليتي اقتحام نفذتهما القوات الخاصة الفرنسية في دامارتان أن غوييل وبورت دوفنسان.

وسيتمثل الحضور العربي في «مسيرة الجمهورية» بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ونجل ملك البحرين ووزراء خارجية السعودية والإمارات ومصر والعراق ولبنان والمغرب، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. أما حشد الشخصيات الدولية فسيضم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون ونظيره الإيطالي ماتيو رنزي والإسباني ماريو راخوي والتركي أحمد داود أوغلو، والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وستضم التظاهرة كل القوى السياسية الفرنسية باستثناء «الجبهة الوطنية» (اليمين المتطرف) التي رفضت المشاركة لأنها لم تتلقَّ دعوة رسمية.

ودعا رئيس الحكومة الفرنسية مانوييل فالس مواطنيه إلى المشاركة بكثافة في تظاهرة باريس التي ستترافق مع مسيرات أخرى في المناطق الأخرى «للتعبير عن كرامة الشعب الفرنسي الذي سيصرخ معلناً حبه للحرية والتسامح».

وأقرّ بوجود ثغرات في أداء جهاز الكشف عن الإرهابيين، لكنه أضاف أن خفض التهديد إلى مستوى الصفر غير ممكن.

وعلم أن حوالى ٥ آلاف شخص هم في حال مماثلة لوضع أعضاء «خلية كواشي» في فرنسا، أي أنهم معروفون لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، لكنهم لا يخضعون لمراقبة على مدار الساعة.