ترجمة| صالات رياضية للسيدات السعوديات

في الداخل، هذه الصالة الرياضية مماثلة للصالات الرياضية الأخرى لسلسلة "الصالات الذهبية"، لكن من الصعب أن تعرفها؛ لأنه وعلى عكس غيرها من صالات السلسلة الرياضية، لا تضم هذه الصالة نوافذ كبيرة تطل على الشارع، بل تحجب ما في داخلها عن أعين المارة من خلال جدار أسود، وهناك لافتة كبيرة على الجدار مكتوبة بحروف ذهبية: "للسيدات فقط".

نعم، إنها صالة رياضية للنساء، وحتى وقت قريب، لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل في هذا البلد المحافظ، ولكن الآن هناك الكثير منها، وهي خطوة أخرى في مسيرة تقدم المرأة السعودية. بعض الفتيات يلعبن الرياضة في المدارس وفي عام 2012 كان هناك امرأتان بين أعضاء فريق المملكة العربية السعودية في دورة الألعاب الأولمبية.

ممارسة الرياضة والمشاركة في الألعاب الرياضية تمثل تقدماً مهماً بالنسبة للمرأة السعودية التي عادة ما تستبعد من القيام بمعظم الأنشطة خارج المنزل. إنها ليست مجرد مسألة تطور اجتماعي واتجاهات تحرير، بل هي مشكلة صحية عامة. فالمملكة لديها واحدة من أعلى معدلات السمنة ومرض السكري في العالم. ووفقاً للاتحاد الدولي للسكري، فإن أكثر من 20٪ من جميع البالغين السعوديين يعانون من مرض السكري الذي اعترفت الحكومة به باعتباره مشكلة صحية عامة تنافس حالات الوفاة نتيجة الحوادث المرورية. ومركز أبحاث السكري الوطني قيد الإنشاء في جامعة الملك سعود في الرياض. كما ذكرت الصحف المحلية أن أكثر من 70 في المئة من البالغين فوق سن 40 عاماً يعانون من السمنة المفرطة.

وهذه المشاكل الصحية أكثر حدة بين النساء. وهذا ليس مستغرباً بالنظر إلى إدمان البلاد على الوجبات السريعة، وحقيقة أنه وحتى الفترة الأخيرة لم يكن لدى معظم النساء ما يستطعن فعله باستثناء التسوق والأكل. وذلك رغم أن كاتب عمود في صحيفة محلية لاحظ، بشكل مفيد الأسبوع الماضي، أن النساء يحصلن على المزيد من ممارسة الرياضة مما قد يعتقده المرء وذلك عن طريق القيام بالأعمال المنزلية الخاصة بهن.

وقد نما الطلب على فرص ممارسة الرياضة جنباً إلى جنب مع نمو الحاجة. قبل بضع سنوات فتح مستثمر مغامر فندقاً للإناث فقط في الرياض بما في ذلك الضيوف والموظفات. وقد اكتشفت صحفية حينها أن العديد من الغرف كانت مستأجرة ليس من قبل المسافرات، ولكن من قبل النساء المحليات اللواتي أردن الوصول إلى صالة الألعاب الرياضية.

وكان السؤال حول ممارسة المرأة للألعاب الرياضية مثيراً للجدل منذ فترة طويلة في المملكة، ولكن هذا يتغير بسرعة الآن كما هو الحال بالنسبة لدور النساء بشكل عام في المملكة.

وقالت إحدى الصحف: إن عدد النساء اللاتي يشغلن وظائف بدوام كامل في هذا البلد المؤلف مما يقرب من 30 مليون نسمة ارتفع من حوالي 55000 في عام 2010 إلى 216000 في عام 2012. ومازال معدل التوظيف هذا يتسارع مع فتح المزيد من فرص العمل أمام النساء.

وكانت الحكومة قد شجعت هذا الاتجاه. حيث إنه وبأمر من الملك عبد الله بدأت النساء تعمل الآن في محلات التجزئة التي تلبي احتياجات الزبائن الإناث.

وبالإضافة إلى الوظائف التقليدية كمدرسين وأطباء أطفال تعمل النساء في البنوك وشركات التأمين ووسائل الإعلام وحتى في المصانع. ويقال إن الحكومة توجه أرباب العمل في القطاع الخاص الآن لمنح 10 أسابيع إجازة أمومة مدفوعة الأجر للعاملات.

وأكثر من نصف الطلاب في الجامعات السعودية حالياً من الإناث. وقد خلق هذا إلى جانب إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام الاجتماعي الطلب على ممارسة الرياضة وزيادة التكيف البدني.

وعلى مدى تسع سنوات من حكمه افتتح الملك عبد الله الفضاء الاجتماعي والمهني للمرأة تدريجياً. فقد عينها في مجلس الشورى وأصدر مرسوماً يقضي بأنه سيتم السماح لها بالترشح والتصويت في الجولة المقبلة من الانتخابات البلدية وشجع جهود وزارة العمل لتوسيع فرص العمل أمام النساء. وقد كبح الملك أيضاً جماح من يشار إليهم باسم الشرطة الدينية.

وبالنسبة للمرأة التي تسعى للحصول على المزيد من الحرية قد يكون السؤال الأكثر أهمية بينما تستعد المملكة العربية السعودية للانتقال من عبد الله الذي هو على حافة الـ 90 عاماً من عمره إلى الملك المقبل هو السؤال حول ما إذا كان الأمير الذي سيرث العرش يمكنه أن يستمر في اتجاه التحرير هذا أو عكس ذلك حيث لا يزال من الممكن إغلاق هذه الصالات الرياضية بين ليلة وضحاها.