ترجمة| الهدف القادم للقاعدة.. ناقلات النفط الأميركية

أصدر تنظيم القاعدة، العدد الأول من مجلة "Resurgence" - والتي تعني بالعربية (النهضة أو الإحياء) - الدعائية الصادرة بالإنجليزية، وفيها تناول التنظيم فكرة شن هجمات استراتيجية على نقاط الاختناق المرتبطة بشحنات النفط المتجهة من الشرق الأوسط إلى الغرب.

وقد جرى نشر المجلة عبر منتدى "شامخ1" الإلكتروني التابع للتنظيم، وتتكون المجلة من 117 صفحة. كما استعرضت المجلة التي تم إعدادها من قبل مؤسسة "السحاب" الاعلامية، وهي أحد فروع الإعلام التابع للتنظيم بجنوب آسيا - بشكل دقيق ومفصل - منظومة إمدادات الولايات المتحدة النفطية، واقترحت تعطيلها عبر شن هجمات مباشرة.

وعلى الرغم من تراجع اهتمام الإعلام الغربي بالقاعدة لمصلحة قرينه الأكثر دموية ووحشية "داعش"، فإن هذا لا ينفي استمرار القاعدة في التخطيط لتدمير وشن هجمات على الولايات المتحدة.

وفي مقال بعنوان "استهداف نقطة ضعف الاقتصادات الغربية"، كتب حمزة خالد، وهو "اسم مستعار" لأحد قيادات التنظيم الإرهابي، أن الطريقة والسبيل أمام القاعدة لإضعاف الولايات المتحدة، هو عن طريق تنفيذ استراتيجية متعددة الجوانب تركز ليس فقط على مهاجمة الوجود والكيان الأميركي بالعالم المسلم، وإنما تستهدف، أيضاً، خطوط إمدادات الطاقة الضخمة التي تغذي اقتصادها وتعاونها حفاظاً على قواتها العسكرية.

لكن، ومن الواضح الآن، أن القاعدة حول أنظاره باتجاه نقاط الاختناق والضعف المرتبطة بشحنات النفط المتجهة الى لولايات المتحدة، وذلك عبر مضيق هرمز وجبل طارق وباب المندب وكذا قناة السويس. كما ان هذه المضايق تتيح استهدافها عن طريق شن هجمات على السفن المارة باستخدام "آر بي جي" المحمولة على الكتف.

وقال حمزة خالد، كاتب المقال: "حتى إذا تم استهداف ناقلة عملاقة واحدة، في واحدة من نقاط الاختناق أو تعرضت للاختطاف أو للخرق في واحدة من هذه المضايق البحرية الضيقة، فإن النتائج ستكون حتماً هائلة ومروعة".

والمعلوم أن الجماعة الارهابية تتدافع نحو بذل جهود منسقة ودقيقة لتعطيل عمليات الشحن الخاصة بالعدو في المستقبل داخل جميع تلك المناطق، وذلك بهدف خنق وخرق "حبل الطاقة السري" للاقتصادات الغربية المتمثلة بالنفط .

أما المناطق والمواقع التي يدعي القاعدة امتلاكه جنوداً داخلها لشن هجمات محتملة، فهي مناطق جبال الأطلس بشمال الجزائر وسيناء وسوريا والفلبين وإندونيسيا والصومال.

وأكد المقال، أن قاعدة الجزيرة العربية والذي مقره "اليمن" يملك، أيضاً، القدرة على شن عمليات ضد أهداف غربية في الخليج.

وسرد خالد حمزة – كاتب المقال - إحصاءات لأهداف أخرى بجانب نقاط الاختناق، وهي: "العمال الغربيون الذين يعملون في شركات النفط داخل العالم الإسلامي، والمنشآت النفطية، بما في ذلك المستودعات وخطوط الأنابيب التي تصدر النفط لدول غربية وكذا شن هجمات ضد البحرية الأميركية".

إن تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة - بمعنى الاستقلال عن الاعتماد على مصادر الطاقة غير المستقرة بالشرق الأوسط - شكل أولوية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بل لمح إليه خلال أول خطاب له بخصوص "داعش".

ومع ذلك، فإن وقوع أي هجوم ضد "المنظومة النفطية" الأميركية، سيخلف آثاراً مدمرة، رغم أن الولايات المتحدة في طريقها لتجاوز السعودية هذا الشهر كأكبر منتج للنفط على مستوى العالم، ذلك أن واشنطن تظل أكبر مستهلك للنفط بالعالم، وكما هو الحال في الكثير من الدول المتقدمة، فإنها معرضة للتأثر بسبب تقلبات الأسعار. ومثالاً على ذلك، تنظيم داعش الذي يسيطر حاليا على حقول النفط في الكثير من أجزاء شمال العراق، ويجني مليون دولار يومياً – حسب مسئولين - من بيع النفط بالسوق السوداء.

ويحرص القاعدة على إثارة متاعب اقتصادية للولايات المتحدة، ليس عبر التسبب في تفجيرات استعراضية كبيرة أو سرقة معدات عسكرية فحسب، وإنما أيضاً من خلال الإضرار بفواتير التأمين الأميركية والمضخات البترولية التي تخدمها.

ولذا ارتفع قسط التأمين لناقلة النفط العملاقة الواحدة التي تحمل مليوني برميل نفط إلى 3 أضعاف من - 150.000 دولار إلى 450.000 - دولار للرحلة الواحدة، مما أضاف 15 سنتاً للبرميل الواحد في تكلفة توصيل ونقل النفط.

وتعتبر مجلة "Resurgence" من أحدث إصدارات تنظيم "القاعدة" الإعلامية الفاخرة الصادرة عن الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط. وسبق أن بدأ تنظيم "داعش" إصدار مجلة فاخرة أخرى بعنوان"Dabiq" - بالعربية - "دابق" وذلك بداية من شهر يوليو الماضي، حيث يركز في معظمها على الخلافة التي تقيمها الجماعة في العراق وسوريا.

*ترجمة عن "vocativ" ومؤسسة "السحاب" التابعة لتنظيم القاعدة